أخبار اليوم - طموحات مختلفة، أهداف متعددة، وسائل متنوعة، وما يحوي كل ذلك هو شيء واحد، الدوري السعودي للمحترفين.
البطولة الأقوى في الكرة السعودية تعود للانطلاق، اليوم الخميس، معلنة صافرة البداية لموسم جديد لا يُتوقع أن يكون موسمًا عاديًا، في ظل حدة المنافسة المُنتظرة بين جميع الفرق المشاركة فيه.
حلم اتحادي
الاتحاد يدخل الموسم وهو حامل اللقب الدوري السعودي، وبطل كأس خادم الحرمين الشريفين، رغم خسارته لكأس السوبر السعودي من نصف النهائي.
طموحات الاتحاد واضحة، وهي الحفاظ على لقب الدوري السعودي للموسم الثاني على التوالي، خاصةً وأن الفريق لم ينجح في ذلك، منذ نهاية موسم 2000-2001، عندما فاز باللقب للمرة الثالثة على التوالي.
هذه الطموحات يدعمها استقرار فني يحيط بأروقة الفريق في ملعب الإنماء، إذ يستمر المدرب الفرنسي لوران بلان على رأس القيادة الفنية للموسم الثاني على التوالي.
بالإضافة إلى ذلك، لم يغير "النمور" أي عنصر من العناصر الأجنبية للفريق حتى الآن، مع انطلاقة الموسم الجديد من الدوري السعودي.
صحيح أن نتائج المباريات الودية كانت سلبية، بالهزيمة في 4 من أصل 5 مباريات، وكذلك وداع كأس السوبر السعودي من نصف النهائي، لكن الفريق يمتلك فرصة تصحيح المسار من خلال محاولاته لضم عناصر أجنبية مميزة خلال الساعات المقبلة.
ثورة هلالية
في الوقت نفسه، يدخل الهلال الموسم الجديد من الدوري السعودي باحثًا عن استعادة لقبه المفقود، وهو ما اعتاد عليه في آخر 10 سنوات.
ولم يخسر "الزعيم" لقب الدوري السعودي لموسمين متتاليين منذ خسارته في 2016 لصالح الأهلي.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تعاقد الهلال مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، والظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز، والمهاجم الأوروجواياني داروين نونيز، بالإضافة إلى صفقات محلية مثل علي لاجامي وعبدالكريم دارسي.
صفقات الهلال جعلته الأغلى في الدوري السعودي من حيث القيمة السوقية (234.4 مليون يورو)، بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، وهو النصر (174).
الهلال سيتسلح بسجله التاريخي في كأس العالم للأندية، حينما عبر مجموعة تضم ريال مدريد وباتشوكا وريد بول سالزبورج إلى ثمن النهائي الذي هزم فيه مانشستر سيتي ليصل إلى ربع النهائي.
الأهلي عاشق الذهب
هذه الطموحات ستصطدم مع فريق آخر، وهو الأهلي الذي أصبح يعرف معنى الذهب في الفترة الماضية.
وتُوج الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخه في نهاية الموسم الماضي، قبل أن يبدأ الموسم الجديد بحصد السوبر السعودي بعد غياب استمر 9 سنوات.
ويسعى الأهلي لمواصلة ميدالياته الذهبية، ولكن هذه المرة من خلال الدوري السعودي الذي يغيب عن خزائنه منذ 9 سنوات أيضًا.
ما يميز "الراقي" عن باقي المنافسين أنه الفريق الأكثر استقرارًا على المستوى الفني، إذ يستمر مدربه الألماني ماتياس يايسله على رأس القيادة الفنية للموسم الثالث على التوالي.
ورغم رحيل الثلاثي جابري فيجا وروبرتو فيرمينو وألكسندر، فإن الأهلي ضم لاعبًا مميزًا وهو الفرنسي إنزو ميلوت، كما يقترب من البرازيلي ماتيوس جونسالفيس، موهبة فلامنجو.
مشروع رونالدو
أما الحلم الأكبر فسيكون من نصيب نادي النصر وقائده البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي حمل على عاتقه إعادة بناء مشروع جديد للنادي في الموسم المقبل.
رونالدو جدد عقده مع النصر، مع الحصول على 15% من أسهمه بحسب تقارير صحفية، لتبدأ بعد ذلك سلسلة من الخطوات الإصلاحية بنكهة برتغالية.
وتولى البرتغالي خوسيه سيميدو منصب الرئيس التنفيذي لنادي النصر، فيما يعمل مواطنه سيماو كوتينيو كمدير رياضي.
رونالدو استعان أيضًا بخدمات البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال السابق، والذي تمرس في قيادة الفرق التي دربها لحصد لقب الدوري.
بالإضافة إلى ذلك، ضم النصر سلسلة من الصفقات القوية، بدءًا من البرتغالي جواو فيليكس، مرورًا بالفرنسي كينجسلي كومان والإسباني إينيجو مارتينيز، بالإضافة إلى نادر الشراري وعبدالملك الجابر على المستوى المحلي.
هذا المشروع كاد أن يحصد ثماره مبكرًا، من خلال التتويج بلقب كأس السوبر السعودي، لكن الفريق خسره بركلات الترجيح، بعد أن كان متقدمًا في النتيجة حتى الدقيقة 88 من عمر المباراة النهائية ضد الأهلي.
والآن، يسعى رونالدو ورفاقه ليجنوا ثمار هذا المشروع من خلال بطولة الدوري السعودي، الغائبة عن خزائن النادي منذ 2019، لتكون خير تتويج لكل الجهود المبذولة.
طموحات جديدة
ولا يقتصر الطموح على الرباعي الكبير، ففريق مثل القادسية، بعدما حصد المركز الرابع في الموسم الماضي، وتأهل لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، أصبح يمتلك طموحًا أكبر في الموسم الجديد.
هذا الطموح قد يصل للتتويج بلقب الدوري السعودي، أو على الأقل للمنافسة على التأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا.
وقد عزز الفريق الشرقاوي هذا الطموح من خلال ضم عدة صفقات مميزة، يتقدمها المهاجم ماتيو ريتيجي، هداف الدوري الإيطالي في الموسم الماضي.
الصفقات القوية انعكست على القيمة السوقية للفريق والتي جعلته يقفز للمركز الرابع على حساب الاتحاد، حامل لقب الدوري، بـ135.25 مليون يورو.
بل إن حتى الفرق الصاعدة، على غرار نيوم، تمتلك طموحًا كبيرًا في الموسم الجديد، كيف لا وقد تعاقد الفريق مع كريستوف جالتييه، وهو الذي قاد ليل للفوز بالدوري الفرنسي، ثم فعل ذلك مع باريس سان جيرمان.
نيوم ضم أيضًا صفقات مميزة، وفي مقدمتها المهاجم الفرنسي ألكسندر لاكازيت الذي قدم مستويات مميزة مع أرسنال، ومن قبله ليون الذي حصد معه لقب هداف الدوري الفرنسي من قبل.
هذه التعاقدات جعلت نيوم في المركز السادس بالدوري السعودي من حيث القيمة السوقية للاعبي الفريق، وذلك بـ69.5 مليون يورو.
صراعات مشتعلة
والآن، سيكون الدوري السعودي على موعد مع العديد من الصراعات في الموسم الجديد، إذ لم يعد الأمر مقتصرًا على لقب البطل.
ستتنافس الأندية أيضًا على التأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا للنخبة، ومن يفشل في ذلك سيبحث عن مقعد دوري أبطال آسيا 2.
في مؤخرة الجدول، ستتبارى الفرق على الهروب من الهبوط، خاصة وأن الصعود أصبح أمرًا صعبًا في ظل الفرق التي تقوي نفسها بقوة في دوري يلو.
بالإضافة إلى ذلك، توجد المنافسات الفردية، فالكل يبحث عن خطف لقب هداف الدوري السعودي الذي احتفظ به رونالدو لموسمين متتاليين.
لقب أفضل لاعب، وأفضل لاعب سعودي، وأفضل لاعب واعد، وغيرها من الألقاب، ستجعل من الموسم الجديد موسم أكثر اشتعالًا، بل ربما يكون الموسم الأقوى في تاريخ الدوري السعودي.