بين الباستيل والقرنفل .. الثورات الأوروبية تشعل كلاسيكو الاتحاد والنصر

mainThumb
بين الباستيل والقرنفل.. الثورات الأوروبية تشعل كلاسيكو الاتحاد والنصر

25-09-2025 10:06 AM

printIcon

أخبار اليوم - إذا كان الدوري السعودي قد تحول مؤخرًا إلى دوري أوروبي على أرضٍ عربية، فإن هذا المعنى يتجلى بشكل أكبر حاليًا في مباريات الكلاسيكو بين الاتحاد والنصر.

الاتحاد يستضيف النصر، غدًا الجمعة، على ملعب الإنماء، في الجولة الرابعة من منافسات الدوري السعودي للمحترفين.

ثورة الباستيل
في 14 يوليو/تموز عام 1789، اقتحم متظاهرون سجن الباستيل في العاصمة الفرنسية باريس، ليطلقوا شرارة الثورة الفرنسية.

رغم أن السجن لم يكن فيه سوى 7 أسرى، فقد كان اقتحامه بمثابة إعلان للثورة، لأنه كان رمزًا للسلطة الحاكمة آنذاك، حتى إنه أصبح فيما بعد رمزًا للجمهورية الفرنسية.

ومن أهمية هذا الحدث، فقد أصبح يوم 14 يوليو/تموز من كل عام إجازة رسمية في فرنسا، حيث يُعرف باسم "يوم الاتحاد" أو "يوم الباستيل".

من باريس لجدة
وإذا كانت ثورة الباستيل قد غيرت وجه فرنسا للأبد، فإن ثورة كروية فرنسية قد غيرت وجه نادي الاتحاد، وانتشلته من أحزانه ليطير إلى القمة.

مع نهاية موسم 2023-2024، كان الاتحاد قد خسر كل شيء، ودع كأس خادم الحرمين الشريفين من نصف النهائي، ودوري أبطال آسيا من ربع النهائي.

في الدوري السعودي، حل "العميد" في المركز الخامس في جدول الترتيب، ليفشل في التأهل للنسخة التالية من دوري أبطال آسيا.

غير أن كل شيء تغير في موسم 2024-2025، بفضل ثورة فرنسية أحدثها المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، بدأت من رأس الجهاز الفني، من خلال الاستعانة بمواطنه لوران بلان.

في صيف 2024، ضم الاتحاد بعد تعيين بلان، لاعبًا فرنسيًا آخر، وهو الجناح موسى ديابي من أستون فيلا، ليكمل مع بنزيما والهولندي ستيفن بيرجوين مثلثًا ناريًا في الأمام.

كما ضم "النمور" لاعبًا مثل منتخبات فرنسا في الفئات السنية، قبل أن ينتقل لتمثيل منتخب الجزائر الأول، وهو حسام عوار، ليشكل مع الفرنسي الآخر كانتي والبرازيلي فابينيو مثلثًا ناريًا في وسط الملعب.

وإذا كانت ثورة الباستيل قد استغرقت سنوات حتى تحقق أهدافها، فإن الثورة الفرنسية في الاتحاد آتت أكلها في نفس العام.

مع نهاية الموسم، كان الاتحاد يُتوج بلقب الدوري السعودي الذي فقده في الموسم السابق، وكأس خادم الحرمين الشريفين بعد غياب 7 سنوات.

الاتحاد جمع بين الثنائية المحلية للمرة الأولى في عهد الاحتراف، وتأهل للنسخة التالية من دوري أبطال آسيا، ليشارك لأول مرة فيها بشكلها الجديد (النخبة).

ثورة القرنفل
بعد 185 عامًا من الثورة الفرنسية، وعلى بعد نحو 1500 كيلومتر من العاصمة باريس، كانت ثورة جديدة تندلع في أوروبا، وتحديدًا في العاصمة البرتغالية لشبونة.

في 25 أبريل/نيسان عام 1974، بدأت ثورة ضد نظام "استادو نوفو" أو "الدولة الجديدة" في البرتغال، انتهت في النهاية بسقوط هذا النظام.

عُرفت هذه الثورة باسم "ثورة القرنفل"، لأنها لم تشهد إطلاق أي رصاصات، بل ووزع المتظاهرون القرنفل على الجنود، ووضعوه على ملابسهم وفي كمامات بنادقهم.

من لشبونة للرياض
على طريقة الاتحاد، أراد النصر إحداث ثورة أخرى في الدوري السعودي، بهوية أوروبية، وتحديدًا بالهوية البرتغالية بقيادة نجمه الأول كريستيانو رونالدو.

رونالدو جدد عقده مع النصر في نهاية الموسم الماضي، ليمتلك بموجب العقد الجديد 15% من أسهم النادي الذي يقبع في العاصمة السعودية الرياض.

منذ ذلك الحين، بدأ رونالدو في ثورة إصلاح، سيطرت عليها الملامح البرتغالية، بدءًا من إدارة النادي، مرورًا بالجهاز الفني، وصولًا إلى زملائه اللاعبين.

على الصعيد الإداري، تم تعيين صديق رونالدو؛ البرتغالي خوسيه سيميدو رئيسًا تنفيذيًا، فيما تولي مواطنه سيماو كوتينيو منصب المدير الرياضي.

كما تعاقد النصر مع البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني السابق للهلال، لقيادة "العالمي" في الموسم الجديد، في مفاجأة من العيار الثقيل.

النصر ضم أيضًا لاعبًا برتغاليًا آخر إلى جوار رونالدو، وهو جواو فيليكس، بالإضافة للفرنسي كينجسلي كومان والإسباني إينيجو مارتينيز.

غير أن هذه الثورة تمتلك أهدافًا أكبر وأصعب من ثورة الاتحاد، فالنصر لم يفز بأي بطولة رسمية منذ نحو 5 سنوات، عندما تُوج في مطلع عام 2021 بلقب كأس السوبر السعودي عن موسم 2019-2020.

ومنذ ذلك الحين، خسر فريق النصر كل البطولات التي نافس عليها، ولم يفز سوى بالبطولة العربية للأندية في 2023، وهي بطولة غير رسمية.

حرب الثورات
الآن، حان وقت صدام امتداد ثورتي الباستيل والقرنفل، ليس في باريس أو لشبونة، ولكن في جدة، حين يستضيف الاتحاد غريمه النصر، في لقاء من العيار الثقيل، يجمع بين هويتين أوروبيتين على أرضٍ عربية.

التقى الفريقان بالهويتين الجديدتين لأول مرة في أغسطس/آب الماضي، حينما فاز النصر على الاتحاد 2-1، في نصف نهائي كأس السوبر السعودي.

غير أن النصر لم يكمل انتصار ثورته، بعد أن خسر النهائي ضد الأهلي بركلات الترجيح، ليفشل في تحقيق أول لقب في العهد البرتغالي.

الآن، يلتقي الاتحاد والنصر وهما يتصدران الدوري السعودي بالعلامة الكاملة، فلكل منهما 9 نقاط، وهما الفريقان الوحيدان اللذان فعلا ذلك.

وحان وقت تغيير تلك الحقيقة، ففريق واحد قد يكمل بالعلامة الكاملة بعد الجولة الرابعة، وقد لا ينجح كلاهما في ذلك، إذا تعثرا بالتعادل.

إعلان