أخبار اليوم – تالا الفقيه
أكد النائب السابق الدكتور محمد أبو هديب أن اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني برؤساء الوزراء السابقين، مساء أمس، جاء في توقيت شديد الحساسية ويحمل دلالات نوعية واضحة، سواء من حيث طبيعة الحضور أو من حيث القضايا التي جرى تناولها.
وأوضح أبو هديب أن هذا اللقاء جاء بعد الزيارة الأخيرة لجلالته إلى الولايات المتحدة ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث شهد العالم اعترافًا متزايدًا من دول عديدة بدولة فلسطين، إلى جانب لقاء مهم جمع الملك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصفته ممثلًا عن المجموعة العربية والإسلامية، للضغط باتجاه وقف الإبادة الجماعية في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأضاف أن جلالة الملك اختار أن يكون لقاؤه مع رؤساء الوزراء السابقين للتأكيد على أن الأردن، قيادةً وشعبًا، مدرك لمخاطر اللحظة الراهنة ومستعد للدفاع عن نفسه وسيادته، وأن ما يجري في غزة والضفة الغربية من جرائم، وما تتعرض له بعض الدول العربية من اعتداءات، كقطر مؤخرًا، يفرض على الأردن رفع مستوى الجاهزية السياسية والأمنية.
وأشار أبو هديب إلى أن إشراك رؤساء الوزراء السابقين يعكس شفافية الموقف الأردني، كما أنه يتيح الاستماع إلى خبراتهم الواسعة، ويمنح اللقاء قيمة إضافية من حيث تمثيله لرسالة طمأنة للرأي العام الأردني بأن الدولة قوية، متماسكة، وتتابع عن كثب ما يحدث في الإقليم.
وشدد على أن الملك أراد أن يوجّه رسائل واضحة، أولها أن الأردن لن يقبل بمشاريع الاحتلال التوسعية أو بمحاولات التهجير، وثانيها أن على الداخل الأردني أن يكون واعيًا ومدركًا لما يجري من حوله، وأن يتحضّر لكل الاحتمالات والسيناريوهات المطروحة في المنطقة، التي غالبًا ما تحمل مفاجآت غير سارة للأمة العربية.
وختم أبو هديب بالتأكيد على أن لقاء الملك برؤساء الوزراء السابقين يعكس إدراكًا عميقًا بخطورة المرحلة، وسعيًا لتوحيد الموقف الداخلي وتحصين الجبهة الأردنية، في وقت يترقب فيه الجميع مخرجات اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو، الذي قد يحدد مسار المرحلة المقبلة إما نحو الانفراج أو نحو المجهول.