مدينة صناعية في لواء الكورة… حلم يتسع للألوية المجاورة

mainThumb
مدينة صناعية في لواء الكورة… حلم يتسع للألوية المجاورة

01-10-2025 11:26 AM

printIcon

بقلم: إسراء خالد بني ياسين
كاتبة وباحثة في الشأن التنموي

عندما نتأمل خريطة الشمال الأردني، ندرك أن لواء الكورة يقف في المنتصف كجسر يصل بين الأغوار الشمالية والطيبة والمزار. موقعه ليس عابرًا، بل يحمل في داخله سرًا يمكن أن يحوّله إلى قلب نابض بالتنمية. ونحن نرى أن الكورة اليوم مؤهلة لأن تكون نقطة انطلاق لمشروع طموح، مشروع مدينة صناعية تمتد فائدتها خارج حدودها لتشمل الألوية الثلاثة من حولها.

نحن ندرك أن الأغوار بحاجة إلى مصانع تحفظ فائض الإنتاج الزراعي، وتحوّل الخضار والفواكه إلى منتجات مصنّعة قابلة للتصدير. ونحن ندرك أن الطيبة بحاجة إلى فرص عمل تحفظ كرامة شبابها وتستثمر طاقتهم في بيئة منظمة، بدل أن يبقوا أسرى البطالة أو الهجرة. ونحن نرى أن المزار، بما يملكه من موقع استراتيجي على طرق التوزيع، قادر أن يكون بوابة لتسويق منتجات هذه المدينة الصناعية وربطها بالأسواق الأوسع.

إن الكورة لا تملك فقط موقعًا متوسطًا، بل تملك أيضًا فرصة لتكون مركزًا للتكامل الإقليمي. ونحن نؤمن أن الصناعات الزراعية والغذائية يمكن أن تجد فيها بيئتها المثالية: عصر الزيتون، منتجات الألبان، وتعليب الخضار والفواكه. ونحن نرى أن الصناعات الخفيفة كالأثاث والمنسوجات والبلاستيك، يمكن أن تزدهر هنا، كما يمكن للصناعات الطبية والدوائية أن تستفيد من قرب جامعة العلوم والتكنولوجيا لتشكّل قصة نجاح جديدة.

ونحن نأمل أن تكون هذه المدينة الصناعية نموذجًا للتنمية الخضراء، حيث تدمج بين مراكز لوجستية حديثة وتقنيات إعادة التدوير، لتثبت أن الصناعة والبيئة ليستا خصمين، بل شريكين في بناء المستقبل.

صحيح أن الطريق ليس سهلًا، فالتحديات كثيرة: من بنية تحتية تحتاج إلى تطوير، إلى تمويل يتطلب شراكات ذكية بين القطاعين العام والخاص، وصولًا إلى مسؤولية حماية البيئة. لكننا ندرك أن كل تحدٍ هو في جوهره فرصة، وكل عائق يمكن أن يتحوّل إلى بوابة لحل مبتكر.

ونحن نؤمن أن مدينة صناعية في الكورة ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل هي رؤية أوسع لإعادة توزيع الفرص بعدل، وخلق حراك اقتصادي يربط الألوية الثلاثة بالكورة، ويحوّلها معًا إلى منطقة إنتاجية متكاملة.

كما نأمل أن نمتلك الإرادة الكافية لنحوّل هذا الحلم إلى واقع، لنرى الكورة وقد أصبحت جسرًا تنمويًا يربط بين الأغوار والطيبة والمزار، ويرسم للشمال الأردني ملامح مستقبل أكثر عدلًا واستدامة.