أخبار اليوم - أفاد إعلام إسرائيلي، السبت، بأن فرق أمنية تعد الخرائط الدقيقة لانسحاب الجيش من غزة وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن جهات أمنية تعد قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم.
وقبلها، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن فريق التفاوض تلقى توجيهات بالاستعداد للسفر في أقرب وقت.
من جهتها، أعلنت حركة الجهاد في بيان، السبت، أنها شاركت في المشاورات التي أدت لاتخاذ قرار حماس، مؤكدة أن رد حماس على خطة ترامب هو تعبير عن موقف الفصائل.
هذا وطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الجمعة، من إسرائيل التوقف عن قصف إسرائيل لغزة "فورا"، بعيد إعلان حركة حماس موافقتها على الإفراج عن كل المحتجزين في غزة بموجب خطته الهادفة لإنهاء الحرب في القطاع، من دون أن تتطرق إلى مسألة نزع سلاحها.
وأكدت الحركة موافقتها على الإفراج عن كل المحتجزين وتسليم إدارة غزة لهيئة من "المستقلين"، وهما من البنود في خطة الرئيس الأميركي التي تحظى بدعم إسرائيل. لكنها شددت على وجوب التفاوض بشأن نقاط أخرى مرتبطة بـ"مستقبل القطاع" وردت في المقترح.
وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشل": "بناء على البيان الصادر عن حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة فورا حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وبسرعة".
ووصفت حركة حماس تصريحات ترامب التي دعا فيها إسرائيل إلى التوقف عن قصف غزة بأنها "مشجعة"، مؤكدة استعدادها لبدء التفاوض فورا من أجل الإفراج عن المحتجزين وإنهاء الحرب.
ولاحقا تعهد ترامب في فيديو قصير ومسجل نشره على منصته تروث سوشال" بأن يتم التعامل مع جميع الأطراف بـ"شكل منصف" بموجب خطته للسلام، مشيدا بموافقة حماس على إطلاق سراح المحتجزين وواصفا هذا اليوم بأنه "مميز".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، أن إسرائيل تسعى إلى "التنفيذ الفوري" للمرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وذلك بعد إعلان حماس موافقتها على الخطة.
وكانت حماس أعلنت في بيان "موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل"، واستعدادها "للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك".
وجددت الحركة "موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي".
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان حماس، داعيا الجميع إلى "اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب المأساوية في غزة".
كما رحبت قطر برد حماس، ووصفته مصر، شريكتها في الوساطة، بأنه "تطور إيجابي".
وأتى بيان حماس بعد ساعات من إمهال ترامب الحركة حتى ليل الأحد للرد على خطته المؤلفة من 20 بندا، وتهدف إلى وضع حد للحرب المتواصلة منذ قرابة عامين في القطاع المدمّر والمحاصر.
وتنص الخطة التي أيدها نتنياهو على وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع المحتجزين في القطاع خلال 72 ساعة ونزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، على أن يعقب ذلك تشكيل سلطة انتقالية برئاسة ترامب.
وفي مدينة غزة التي تتعرض منذ أسابيع لهجوم إسرائيلي مكثف، أعرب سكان عن أملهم في أن يؤدي ذلك إلى وقف الحرب.
وكان الدفاع المدني الفلسطيني أفاد في وقت سابق عن تعرّض أنحاء عدة في القطاع للقصف، خصوصا مدينة غزة حيث القصف الجوي والمدفعي الكثيف والمتواصل.
وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل بأن 31 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة غزة، من بين 49 أحصى الجهاز مقتلهم الجمعة في مختلف أنحاء القطاع.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع هجوما جويا وبريا على كبرى مدن القطاع أجبر مئات الآلاف على الفرار.
ووصف عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع في غزة بأنه "كارثي"، متحدثا عن إجبار الفلسطينيين على النزوح على نحو متكرر في حين أن "الحصول على الغذاء والماء ما زال محدودا".
وأكدت الأمم المتحدة الجمعة أن لا وجود لمكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون الذين أُمرتهم إسرائيل بمغادرة مدينة غزة، وأن المناطق التي حددتها لهم في الجنوب ليست سوى "أماكن للموت".
واندلعت الحرب إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخطف إبان الهجوم 251 شخصا، ما زال 47 منهم محتجزين، من بينهم 25 قضوا وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع عن مقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني، وفقا لبيانات الهيئات الصحية في القطاع.