ألونسو يصنع درع ريال مدريد الحديدي .. وكورتوا الرابح الأكبر

mainThumb
ألونسو يصنع درع ريال مدريد الحديدي.. وكورتوا الرابح الأكبر

07-10-2025 12:51 PM

printIcon

أخبار اليوم - يواجه خصوم ريال مدريد عقبة مزدوجة هذا الموسم، إذ لا يصطدمون فقط بالحارس العملاق تيبو كورتوا، بل أيضا بالمنظومة الدفاعية المحكمة التي بنى دعائمها المدرب تشابي ألونسو.

ويمتلك ريال مدريد الدفاع الأكثر فاعلية في الليجا من حيث نسبة التصدي للتسديدات، ويحتل المرتبة الرابعة بين 96 فريقا في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى. إذ يتم التصدي لـ39.5% من التسديدات التي يحاولها خصوم النادي الملكي قبل أن تصل إلى كورتوا أو حتى إلى المرمى.

ووفقا لصحيفة "آس" الإسبانية، تلقى ريال مدريد 81 تسديدة خلال الجولات الثماني الأولى من الدوري، بحسب بيانات شبكة "أوبتا" المتخصصة في إحصائيات كرة القدم .

ورغم أن الملكي ليس الأقل استقبالاً للتسديدات - إذ تفوق عليه برشلونة (56)، أتلتيكو مدريد (69)، أتلتيك بيلباو (70) وخيتافي (79) - إلا أن ريال مدريد الأكثر نشاطا في اعتراضها.

وأشارت شبكة "أوبتا" إلى أنه تم حجب 32 من أصل 81 تسديدة بواسطة مدافعي الميرنجي، بنسبة 39.5%، فيما يتصدر إيدير ميليتاو هذا الجانب الدفاعي بثمانية اعتراضات، يليه أوريلين تشواميني الذي منع ست محاولات خطيرة، بينما جاء داني سيبايوس في المركز الثالث رغم قلة دقائق مشاركته، بعدما تصدى لأربعة تسديدات.

وفي المقارنة مع الدوريات الأوروبية الكبرى الخمسة، لا يتفوق على دفاع ريال مدريد سوى ثلاثة فرق فقط من حيث نسبة التسديدات المحجوبة، وهي إيفرتون (40.9%)، ليون الفرنسي (40%)، وكومو الإيطالي (40%).

وتشير الأرقام التي تستعرضها شبكة "أوبتا" إلى أن متوسط الفرق الـ96 في هذه البطولات يبلغ 26.7% فقط من التسديدات الممنوعة.

ويعد هذا تطورا ملحوظا بالنسبة لريال مدريد مقارنة بالموسم الماضي، إذ لم تتجاوز نسبة التصديات الدفاعية حينها 25.9% (105 من أصل 405 تسديدات). لكن مع تشابي ألونسو، تحسن الفريق بما يقارب عشر نقاط مئوية في هذا الجانب، ما يعكس التنظيم الدفاعي العالي الذي بات يميز الفريق.

هذا التماسك الدفاعي خفّف من عبء العمل على كورتوا، الذي يعيش موسما أكثر راحة من أي وقت مضى. فالحارس البلجيكي يتلقى تسديدة واحدة بين القائمين والعارضة كل 32.7 دقيقة، أي أقل من ثلاث تسديدات على المرمى في المباراة الواحدة، مقارنة بالموسم الماضي حين كان يتعرض لتسديدة كل 25.7 دقيقة (حوالي 3.5 في المباراة).. وكأن جدار الحارسي البلجيكي محاط أيضا بسور دفاعي منيع يحميه من الأخطار.


كورتوا يدخل سباق "زامورا" بقوة

مع اقتراب انتهاء الربع الأول من الموسم، دخل تيبو كورتوا بقوة سباق جائزة "زامورا" لأفضل حارس في الليجا، رغم السقطة التي شهدها في الديربي، حيث لا يوجد أي حارس خاض جميع المباريات الثماني بمعدل أهداف مستقبلة أقل من هدف في المباراة، إذ استقبل كل من سيفيرا (ألافيس) وهيريرا (أوساسونا) ثمانية أهداف في ثماني مواجهات.

أما أقرب المنافسين لهما فهما أوناي سيمون (أتلتيك بيلباو) وكورتوا، اللذان تلقيا تسعة أهداف لكل منهما بمعدل 1.13 هدف في المباراة الواحدة.

منظومة متكاملة

في ظل هذا الأداء الدفاعي المذهل، يبدو أن ريال مدريد قد وجد التوازن المثالي بين الصلابة الدفاعية والمرونة التكتيكية، وهو ما يعكس بصمة تشابي ألونسو التدريبية التي بدأت تؤتي ثمارها بوضوح.

نقل ألونسو، الذي كان لاعب وسط يتمتع بذكاء تكتيكي كبير خلال مسيرته، هذا الفهم العميق إلى خططه التدريبية، حيث لا يقتصر دوره على تنظيم الدفاع فحسب، بل يمتد إلى توزيع الأدوار بدقة بين لاعبي الوسط والمدافعين، مما يخلق منظومة متكاملة يصعب اختراقها.

ومن اللافت أن هذا التحسن الدفاعي لم يأت على حساب الأداء الهجومي للفريق، بل ساهم في منحه مزيدا من الثقة والسيطرة على مجريات المباريات. فبفضل تقليل عدد التسديدات الخطيرة على المرمى، بات الفريق أكثر قدرة على البناء الهجومي من الخلف دون خوف من الهجمات المرتدة، وهو ما ينعكس إيجابا على جودة الاستحواذ والتمريرات الدقيقة التي يتميز بها ريال مدريد.

كما أن هذا التنظيم الدفاعي ساعد في إبراز قدرات لاعبين كانوا يعتبرون في السابق عناصر مكملة، مثل داني سيبايوس، الذي أثبت فعاليته رغم مشاركاته المحدودة، ما يدل على أن المنظومة الدفاعية لا تعتمد فقط على النجوم، بل على التزام جماعي وتكتيك مدروس.

أما تيبو كورتوا، فقد استفاد بشكل مباشر من هذا التماسك، إذ بات أكثر تركيزا في اللحظات الحاسمة، دون أن يُرهق ذهنيا أو بدنيا بكثرة التسديدات. وهذا ما يفسر دخوله القوي في سباق "زامورا"، حيث لا يقتصر الأمر على تصدياته الفردية، بل على البيئة الدفاعية التي تحيط به وتمنحه أفضلية واضحة على منافسيه.

وإذا استمر ريال مدريد بهذا النسق، فإن الفريق لا يكتفي فقط بالمنافسة على الألقاب، بل يضع معيارا جديدا للصلابة الدفاعية في الليجا، وربما في أوروبا بأكملها. فالأرقام لا تكذب، والتطور الملحوظ في الأداء الدفاعي هو نتيجة عمل جماعي متقن، يقوده مدرب شاب طموح، ويجنيه حارس من الطراز العالمي.