انفجار تهديفي .. مبابي يقود مشروع ألونسو بثبات

mainThumb
انفجار تهديفي.. مبابي يقود مشروع ألونسو بثبات

06-10-2025 03:30 PM

printIcon

أخبار اليوم - يسود الهدوء، أجواء ريال مدريد، مع دخول فترة التوقف الدولي الثانية هذا الموسم، بعد أن تمكن الفريق الملكي من الحفاظ على استقراره الفني والذهني في الليجا ودوري أبطال أوروبا.

ويعيش الميرنجي بقيادة المدرب تشابي ألونسو، مرحلة توازن وثقة، تليق بمشروع يسير بثبات، مدفوعاً بتألق نجمه الفرنسي كيليان مبابي.

ووفقاً لصحيفة "ماركا"، فإن ريال مدريد خاض منذ انطلاق الموسم 10 مباريات، فاز في 9 منها وخسر واحدة فقط.

ورغم أن الهزيمة كانت قاسية ومؤثرة، إذ جاءت بنتيجة 2-5 أمام مضيفه أتلتيكو مدريد، فإنها لم تزعزع أركان المشروع الجديد الذي يقوده المدرب تشابي ألونسو بثقة.

المدرب الإسباني أظهر نضجاً كبيراً في التعامل مع تلك الانتكاسة، حين قال لصحيفة ماركا قبل مواجهة فياريال "علينا أن نحافظ على التوازن، لا نغرق في الحزن عند الخسارة ولا نطير في السماء عند الفوز".

وبالفعل، جاء الرد سريعاً بانتصار ثمين على فياريال، أعاد الثقة إلى الفريق الملكي، قبل فترة التوقف الدولي، ليجد الميرنجي نفسه في وضع أكثر صلابة مما كان عليه في الموسم الماضي.

وفي أكتوبر/تشرين أول 2024، كان ريال مدريد يعيش حالة مغايرة تماماً، فحينها، وبعد مواجهة فياريال أيضاً، كان المدرب السابق كارلو أنشيلوتي قد حذر من إشارات سلبية ظهرت في أداء الفريق، تحولت لاحقاً إلى مشاكل حقيقية.

فالتعادلات أمام ريال مايوركا، ولاس بالماس، وأتلتيكو مدريد، إضافة إلى الخسارة أمام ليل الفرنسي في دوري الأبطال، شكّلت بداية موسم مليء بالصعوبات.

ورغم تشابه الهزيمتين (ليل سابقاً وأتلتيكو حالياً)، فإن الصورة العامة للفريق مختلفة كلياً هذا الموسم، لأن ريال مدريد يبدو أكثر انسجاماً ونضجاً، والأداء الجماعي أكثر صلابة بفضل العمل التكتيكي للمدرب ألونسو وتطور مستوى عدة لاعبين، أبرزهم أردا جولر، هويسين وتشواميني.

لكن الفارق الحقيقي يتمثل في وجود مبابي، الذي أصبح العنصر الحاسم في معادلة ريال مدريد، بما يقدمه من فاعلية هجومية وحضور مؤثر في كل مباراة. فقد سجل 14 هدفاً حتى الآن في مختلف المسابقات، ليؤكد أنه ليس مجرد هداف، بل قائد ميداني يصنع الفارق بشخصيته وثقته.

العام الماضي، كان أنشيلوتي يعاني من مهاجم فاقد للحافز، حيث أن مبابي، رغم تسجيله للأهداف، لم يكن يقدم الأداء المنتظر، وبدا بعيداً عن أفضل مستوياته، قبل أن يستعيد بريقه فقط في المراحل الأخيرة من الموسم، أما الآن، فهو يعيش فترة تألق غير مسبوقة، جعلت منه قائد المشروع الجديد في البرنابيو.

الفريق كذلك يجني ثمار الاستقرار الفني، بعدما أنهى ريال مدريد هذه المرحلة متصدراً جدول الليجا بفارق نقطتين عن برشلونة، مستفيداً من سقوط الغريم أمام إشبيلية في "رامون سانشيز بيزخوان". وبهذا التحول السريع، تحولت "النكسة البيضاء" قبل أسبوع إلى صدارة مستحقة تثبت نضج مشروع ألونسو.

وفي دوري أبطال أوروبا، يحتل ريال مدريد المركز الثاني، خلف بايرن ميونخ، بفارق الأهداف، وهي وضعية مريحة مقارنة بما كان عليه الفريق في أكتوبر/تشرين أول 2024، حين كان يحتل المركز 17 بعد خسارة ليل.

وسيواصل ألونسو، الذي أثبت هدوءه وحكمته، خطابه الواقعي المعتاد عند عودة اللاعبين من التوقف الدولي، مؤكداً أن "الطريق لا يزال طويلاً، ولم يتغير شيء"، غير أن هذه المرة، يملك ما يدعم كلامه؛ فالفريق متصدر الليجا، أكثر استقراراً في أوروبا، ومشروعه يسير بثبات تحت قيادة مدرب شاب ونجم فرنسي يزرع الثقة في كل خطوة يخطوها.

صفقة معقدة

بدأت قصة انضمام مبابي إلى ريال مدريد منذ سنوات، حين لمع نجمه في صفوف موناكو موسم 2016-2017، وجذب أنظار كبار أوروبا.

وفي ذلك الوقت، حاول ريال مدريد ضمه، بل إن اللاعب زار منشآت النادي والتقى بزيدان، لكنه اختار في النهاية، الانتقال إلى باريس سان جيرمان، الذي قدم عرضاً مالياً مغرياً لموناكو وللاعب الشاب آنذاك.

ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف اهتمام ريال مدريد بالمهاجم الفرنسي، حيث أصبح الهدف الأول لكل مشروع رياضي جديد في الملكي.

وفي صيف 2021، اقتربت الصفقة من الاكتمال، عندما تقدم ريال مدريد بعرض رسمي تجاوز 180 مليون يورو، لكن إدارة باريس رفضت بيعه رغم دخول اللاعب، عامه الأخير في العقد.

ولاحقاً، جدد مبابي، عقده مع سان جيرمان حتى عام 2024، وهو ما أثار صدمة في مدريد، خاصة بعد أن كان الجميع داخل النادي، متأهباً لاستقباله. ومع ذلك، لم تتراجع رغبة اللاعب في ارتداء القميص الأبيض، إذ ظل يؤكد حلمه باللعب في "البرنابيو".

وفي صيف 2024، تحقق الحلم أخيراً، حين أعلن ريال مدريد، التعاقد مع مبابي في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع سان جيرمان.

ومنذ وصوله إلى العاصمة الإسبانية، أثبت النجم الفرنسي أنه الصفقة التي كان ينتظرها النادي منذ سنوات، بعدما بات القائد الهجومي للميرنجي ورمزاً لمرحلة جديدة بقيادة تشابي ألونسو.