أخبار اليوم - لم يتوقف الجدل داخل الأوساط الرياضية السعودية والأوروبية خلال الأيام الماضية، حول مستقبل دفة القيادة الفنية لفريق اتحاد جدة، بعد إقالة المدرب الفرنسي لوران بلان، عقب الخسارة أمام النصر بثنائية نظيفة، في كلاسيكو الجولة الرابعة من دوري روشن السعودي للمحترفين.

وأصدرت إدارة العميد بيانًا رسميًا، أعلنت فيه إعفاء بلان وجهازه المعاون، وتكليف الوطني حسن خليفة بالإشراف الفني مؤقتًا، يعاونه الإسباني إيفان كاراسكو، مدرب فريق تحت 21 عامًا، إلى حين التعاقد مع جهاز فني جديد، مؤكدةً أن القرار يأتي "لمواكبة طموحات النادي وتطلعات جماهيره الوفية".

ومع بدء رحلة البحث عن بديل مناسب، برز على الساحة اسم المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز بقوة، إلى جانب الإيطالي لوتشيانو سباليتي، حيث أشارت تقارير إنجليزية إلى أن الثنائي يُعد من أبرز المرشحين لتولي القيادة الفنية للفريق الجداوي، في المرحلة المقبلة، لما يتمتعان به من شخصية قوية، وقدرة على التعامل مع النجوم الكبار، والضغوط الجماهيرية العالية.

مفاوضات جادة

أكدت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن إدارة الاتحاد تواصلت بالفعل مع تشافي، خلال الأيام الماضية، وأن المفاوضات حملت طابعًا جادًا من الطرف السعودي، إلا أن المدرب الإسباني أبلغهم أنه يدرس جميع العروض، ولن يتخذ أي قرار قبل أن يجد المشروع المناسب، الذي يتماشى مع أفكاره التدريبية وأهدافه المستقبلية.
وأضافت الصحيفة أن "تشافي يفضل الانتظار والعمل بعيدًا عن الأضواء، ولن يعود إلى الخطوط الفنية، إلا عندما يشعر أن البيئة المحيطة تساعده على النجاح".

ورغم اقتناع إدارة الاتحاد بأن فلسفة تشافي، القائمة على الاستحواذ والهجوم المنظم، تتناسب مع أسماء كبيرة مثل كريم بنزيما، نجولو كانتي، وفابينيو، فإن المدرب الإسباني فضل عدم خوض التجربة في هذه المرحلة، مبررًا ذلك بعدم استعداده للعمل في الشرق الأوسط حاليًا، خاصةً بعد رفضه أكثر من عرض سعودي خلال الصيف الماضي.

الحلم الإنجليزي

السبب الحقيقي وراء رفض تشافي لعرض الاتحاد كشفته تقارير إنجليزية، أبرزها موقع "CaughtOffside"، الذي قال إن المدرب الإسباني أصبح ضمن دائرة المرشحين المحتملين لتدريب مانشستر يونايتد، في حال قررت الإدارة إقالة البرتغالي روبن أموريم، الذي يعد موقفه غير مستقر، وقد تبدأ الإدارة قريبًا في التفكير بتغيير فني جديد، بسبب سوء النتائج.

وأشارت التقارير إلى أن تشافي طلب من ممثليه، رفض أي عروض من أندية الدوري السعودي في الوقت الحالي، انتظارًا لفرصة تدريبية قادمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يعتبره وجهته المثالية المقبلة.

بين النجاح والإحباط

ويعيش المدرب الإسباني - البالغ من العمر 45 عامًا - مرحلة من التريّث بعد تجربته المثيرة مع برشلونة، التي شهدت لحظات من النجاح والإخفاق.

فقد قاد الفريق الكتالوني في 143 مباراة، حقق خلالها الفوز في 91 مباراة، وتعادل في 23، وخسر 29، وحقق لقبين، هما الدوري الإسباني وكأس السوبر المحلي في موسم 2022-2023.

كما كانت له تجربة ناجحة في المنطقة العربية مع السد القطري، بين عامي 2019 و2021، خاض خلالها 96 مباراة، فاز في 66 منها، وتعادل في 13، وخسر 17، وتوج بست بطولات محلية. لكن تشافي يرى أن العودة إلى المنطقة حاليًا لن تضيف لمسيرته، وأن خطوته القادمة يجب أن تكون أوروبية، لتثبيت مكانته بين مدربي الصف الأول.

كونسيساو يقترب

في المقابل، تتزايد المؤشرات على أن المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، هو الأقرب لتولي قيادة الاتحاد في المرحلة المقبلة.

فقد كشفت صحيفة "الرياضية" السعودية أن الإدارة الجداوية توصلت إلى اتفاق نهائي مع كونسيساو، لتدريب الفريق لمدة موسمين ونصف، على أن يبدأ مهامه رسميًا بعد فترة التوقف الدولي الحالية.
ويمتلك كونسيساو سجلًا تدريبيًا حافلًا، مع بورتو البرتغالي وميلان الإيطالي، وتميز بأسلوبه الصارم وشخصيته القوية، وهو ما تعتبره إدارة الاتحاد مناسبًا تمامًا لفرض الانضباط، وإعادة الفريق إلى طريق الاستقرار والمنافسة على البطولات المحلية والقارية.

ويعيش اتحاد جدة موسمًا متقلبًا، شهد تباينًا واضحًا في الأداء والنتائج. وجاءت الهزيمة أمام النصر - للمرة الثانية هذا الموسم بعد مباراة نصف نهائي السوبر السعودي - لتثير الشكوك حول قدرة الفريق على المنافسة على لقب الدوري.

وهو ما دفع الإدارة لإقالة المدرب الفرنسي لوران بلان، ومحاولة البحث عن بديل من طراز عالمي، خصوصًا في ظل صعوبة المنافسة هذا الموسم.

رغم ذلك، يُظهر الفريق لحظات من التألق، بفضل خبرة لاعبيه وقدرتهم على حسم المباريات الكبيرة، لا سيما على الصعيد الهجومي، بينما يعاني العميد تراجعًا في الجانب الدفاعي.