أخبار اليوم - لم تكن هزيمة برشلونة في ملعب "سانشيز بيزخوان" مجرد خسارة ثقيلة بالأربعة أمام إشبيلية، بل كانت أيضًا واحدة من أكثر الليالي إثارة للجدل في الموسم، بعدما تحولت قرارات الحكم أليخاندرو مونييز رويز إلى محور النقاش في الإعلام الإسباني، وسط غضب واضح من لاعبي البارسا، وعلى رأسهم القائد الأوروجوياني رونالد أراوخو، الذي لم يتمالك أعصابه بعد احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل في بداية المباراة.
في الدقيقة الثالثة عشرة، شهدت المباراة أول لحظة حاسمة حين اصطدم أراوخو بالمهاجم الإسباني إسحاق روميرو داخل منطقة الجزاء أثناء محاولة قطع الكرة.
بدا الاحتكاك عاديًا في الإعادة الأولى، لكن تدخل غرفة الفيديو “VAR” بقيادة الحكم ديل سيرو جراندي غير مسار الأحداث، إذ أوصت حكم الساحة بمراجعة اللقطة على الشاشة الجانبية.
وبعد مشاهدات متكررة، أعلن مونييز رويز قراره النهائي باحتساب ركلة جزاء لصالح الفريق الأندلسي وسط احتجاجات من لاعبي برشلونة، وعلى رأسهم أراوخو الذي لم يصدق القرار.
الكاميرات التابعة لشبكة "موفيستار بلس+" التقطت انفعالات المدافع الأوروجوياني بوضوح، إذ توجه إلى الحكم قائلاً بصوت مرتفع: " "ما تفعله غير معقول!”.
ولم يكتفِ بذلك، بل التفت إلى الحكم الرابع ليقول: "لقد ابتلعت الطُعم وصدقت القصة”.
عندها تدخل مدرب برشلونة، الألماني هانز فليك، محاولًا تهدئة لاعبه لتجنب تلقي بطاقة أو عقوبة انضباطية لاحقة.
ورغم احتجاجات الفريق الكتالوني، لم يتراجع الحكم عن قراره، لينفذ التشيلي أليكسيس سانشيز الركلة بنجاح معلنًا التقدم لإشبيلية (1-0).
ولم تمر دقائق حتى تلقى برشلونة صدمة ثانية بعد هدف آخر لأصحاب الأرض، أثار بدوره الجدل، إذ طالب لاعبو البارسا باحتساب خطأ للفرنسي جول كوندي في بداية الهجمة، لكن الحكم أشار باستمرار اللعب.
"دائمًا ضدنا"
توجه أراوخو إلى غرف الملابس بين شوطي اللقاء وهو في قمة الإحباط، وعدسات الكاميرات التقطته يتمتم غاضبًا: “دائمًا ضدنا! دائمًا ضدنا!”. كلمات عكست الشعور العام داخل الفريق، الذي رأى أن القرارات التحكيمية كانت سببًا مباشرًا في انهيار توازنه خلال الشوط الأول.
بعد المباراة، كشفت منصة "DAZN" عن التسجيل الصوتي للحوار الذي دار بين حكم الفيديو ديل سيرو جراندي ومونييز رويز أثناء مراجعة اللقطة المثيرة.
يقول ديل سيرو: "المدافع – من وجهة نظرنا – يتعثر ويسبب عرقلة بوضع قدمه بين قدمي المهاجم".
ورد عليه الحكم الرئيسي: "أرني اللقطة من زاوية أوسع، أريد رؤية حركة أراوخو بالكامل".
وبعد مشاهدات إضافية، يضيف مونييز: "لا توجد فرصة لعب على الكرة ولا وضعية حرمان من هدف محقق. هناك تلامس في الأسفل".
ثم يؤكد قراره: "سنذهب مع ركلة جزاء، دون بطاقة. لم يلمس الكرة. دعني أتحقق من ذلك".
ليجيبه حكم الفيديو: "لم يلمس الكرة أبدًا، لم يلعبها".
في النهاية يقول مونييز: "القدم في المقدمة، واضحة. نذهب مع ركلة جزاء".
هذا الحوار، الذي انتشر سريعًا في وسائل الإعلام الإسبانية، أعاد إشعال الجدل حول معايير استخدام تقنية الفيديو في الدوري الإسباني، لا سيما في المباريات التي يكون برشلونة طرفًا فيها.
أما فليك، فحاول بعد المباراة تهدئة الأجواء، مشيرًا إلى أن فريقه "يجب أن يتعلم التعامل مع القرارات التحكيمية وعدم فقدان التركيز"، لكنه لم يُخفِ امتعاضه من "الظروف الصعبة" التي أحاطت بالمباراة.
وقال المدرب الألماني: "الشوط الأول لم يكن جيدًا من جانبنا، لقد كانوا عدوانيين للغاية، بينما لم نجد نحن الحلول المناسبة. كانوا يذهبون إلى المواجهات الفردية ويفوزون بها".
وتابع "في الشوط الثاني تحسنا وأظهرنا ردة فعل جيدة، وهذا ما أقدره للفريق. لكن لا أريد الحديث عن الأهداف أو الأعذار. قلت للاعبين إن علينا أن نتعلم من هذه المباراة ونرى الاتجاه الذي سنتخذه".
ونوه "يجب أن نقاتل من أجل ألا يتكرر ذلك، ومن أجل كل البطولات، الكأس، والدوري، ودوري الأبطال. نحن فريق جيد، وستعود النتائج قريبًا".
الأخطاء الفردية
ودافع المدرب الألماني عن منظومته التكتيكية، رافضًا تحميل الخطة، مسؤولية السقوط، وقال في هذا السياق "لا أعتقد أن المشكلة في النظام أو البنية، بل في الأخطاء الفردية التي ارتكبناها في الشوط الأول".
ولفت "يمكن أن نتحدث عن أمور كثيرة، لكن الحقيقة أننا لم نظهر بالمستوى المطلوب في البداية، ثم تحسنا لاحقًا. الآن هذه المباراة أصبحت من الماضي، لكن علينا التعلم منها ومن مواجهة باريس سان جيرمان أيضًا. بعد التوقف أتمنى أن يعود بعض المصابين، لأننا نلعب من أجل النادي والجماهير، واليوم الكل غير راض".
وفي تعليقه على طبيعة الهزيمة، قال فليك إن الخسارة كانت قاسية لكنها يجب أن تكون نقطة انطلاق جديدة "أصعب هزيمة عشتها كانت في نصف نهائي دوري الأبطال أمام إنتر ميلان، واليوم يجب أن أتقبل الهزيمة أيضًا".
بالنسبة لبرشلونة، جاءت هذه الخسارة لتعمق أزمة الثقة قبل فترة التوقف الدولي، خصوصًا بعد معاناته في الأسابيع الماضية أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، ثم السقوط المحلي أمام إشبيلية بنتيجة قاسية (4-1).