أخبار اليوم - أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، مساء أمس الأربعاء، تفاصيل الإصابة التي يعاني منها المدافع الشاب دين هويسن، بعد خضوعه لفحوصات دقيقة والتي أبعدته عن التواجد مع منتخب لاروخا خلال فترة التوقف الدولي الحالي.
ووفقًا للبيان الطبي الرسمي الصادر عن النادي الملكي، فإن اللاعب يعاني من إصابة عضلية في عضلة الساق (السمانة) اليسرى، وهي الإصابة التي تعرض لها خلال وجوده مع منتخب إسبانيا.
وأكد ريال مدريد في بيانه أن النادي لا يُحدد فترة غياب دقيقة للاعبين المصابين، احترامًا لتطور الحالة الفردية لكل لاعب، لكن مصادر مقربة من الجهاز الطبي أوضحت لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، أن فترة غياب هويسن ستتراوح بين 12 و15 يومًا.
هذا يعني أنه سيغيب بشكل مؤكد عن مواجهة خيتافي يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بينما لا تزال مشاركته أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا يوم 23 أكتوبر موضع شك، في حين تبدو فرص لحاقه بالكلاسيكو أمام برشلونة في 26 أكتوبر قائمة إلى حد كبير إذا سارت عملية التعافي وفق الخطة الموضوعة.
المدافع الإسباني الشاب، الذي جذب الأنظار هذا الموسم بأدائه المتزن وسرعته في التغطية الدفاعية، كان قد انضم إلى معسكر منتخب بلاده وهو يشعر ببعض الانزعاج العضلي الطفيف، لكن الجهاز الطبي في المنتخب لاحظ أن حالته لم تتحسن مع مرور الأيام، ما دفعه لإجراء فحوصات طبية إضافية هناك.
وبعد التواصل الكامل مع أطباء ريال مدريد، تبيّن أن اللاعب بحاجة للراحة وعدم الاستمرار في النشاط البدني، ليتم استبعاده رسميًا من معسكر المنتخب الإسباني وعودته مباشرة إلى ناديه لاستكمال التشخيص والعلاج.
وخضع هويسن لسلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة باستخدام أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة فوق الصوتية لتحديد مدى الضرر العضلي.
ووفقًا لما أكده النادي في بيانه، فإن النتائج أظهرت وجود تمزق عضلي بسيط في منطقة الساق اليسرى دون مضاعفات أخرى، وهو ما يعني أن اللاعب لن يحتاج إلى علاج طويل الأمد أو تدخل جراحي، بل سيكتفي ببرنامج تأهيلي مكثف تحت إشراف الطاقم الطبي للملكي.
مصادر داخل النادي أوضحت أن اللاعب بدأ بالفعل المرحلة الأولى من العلاج الطبيعي، التي تشمل جلسات يومية لتخفيف الالتهاب العضلي، على أن ينتقل بعدها إلى مرحلة تقوية العضلات وإعادة التوازن الحركي خلال الأيام المقبلة.
وتهدف الخطة إلى إعادته إلى التدريبات الجماعية خلال أسبوعين تقريبًا، بشرط أن تسير عملية التعافي دون أي انتكاسات.
من جهته، أبدى الجهاز الفني بقيادة تشابي ألونسو ارتياحه النسبي بعد صدور نتائج الفحوصات، إذ كان هناك تخوف أولي من إصابة أكثر خطورة قد تبعد اللاعب لفترة أطول.
ويُعد هويسن أحد الخيارات المهمة في قلب الدفاع بالنسبة لألونسو، خصوصًا في ظل الجدول المزدحم للفريق خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، الذي يشهد مواجهات قوية في الليجا ودوري أبطال أوروبا أهمها موقعة الكلاسيكو أمام برشلونة.
المدرب الإسباني يدرك أن الحفاظ على جاهزية مدافعيه أمر أساسي في المرحلة الحالية، خاصة مع الإصابات التي طالت بعض الأسماء الأساسية في الخط الخلفي خلال الأسابيع الماضية.
ولذلك، من المتوقع أن يعتمد ألونسو على سياسة تدوير اللاعبين بحذر خلال المباريات المقبلة، حتى لا يتعرض الفريق لمزيد من الإصابات العضلية التي أرهقته في بداية الموسم.
وفي سياق متصل، أكدت تقارير صحفية إسبانية أن الجهاز الطبي في ريال مدريد يُنسق بشكل يومي مع الطاقم الفني لتحديد جدول زمني دقيق لعودة هويسن، مع مراقبة دقيقة لكل خطوة في برنامجه التأهيلي.
ويُتوقع أن يبدأ اللاعب الركض الخفيف على العشب خلال الأسبوع المقبل، وهو ما سيكون مؤشرًا إيجابيًا على تطور حالته، بينما سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن دخوله قائمة مباراة الكلاسيكو قبل أيام قليلة فقط من اللقاء.
ويحظى المدافع الإسباني الشاب بثقة كبيرة داخل النادي، بعد أن أظهر نضجًا تكتيكيًا يفوق سنه، وقدرة على بناء اللعب من الخلف بتمريرات دقيقة وسرعة في التمركز.
يُذكر أن نسبة نجاح تمريرات هويسن هذا الموسم تجاوزت 91%، كما شارك في عدة مواجهات حاسمة أظهر فيها هدوءًا كبيرًا تحت الضغط، ما جعله أحد المفاجآت السارة في بداية الموسم.
وفي ظل هذه المعطيات، يأمل الجهاز الفني أن يتمكن اللاعب من العودة التدريجية للتدريبات خلال الأسبوع الذي يسبق الكلاسيكو، خاصة أن مواجهة برشلونة في البرنابيو تمثل اختبارًا مهمًا لجميع عناصر الفريق، وفرصة لتأكيد التفوق المحلي قبل دخول المراحل الحاسمة من الموسم.
وبين التفاؤل الحذر داخل أروقة "فالديبيباس" وطموح اللاعب في استعادة مكانه سريعًا، يعيش ريال مدريد أيامًا من الترقب قبل الكلاسيكو، الذي سيحدد الكثير في سباق الليجا، بينما يواصل هويسن معركته الخاصة مع الزمن ليكون جاهزًا في الموعد الكبير.