أخبار اليوم - تحدثت تقارير صحفية، مساء اليوم الجمعة، عن اهتمامٍ مُفترض لمسؤولي الهلال السعودي بضم النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد الإسباني، الذي عاد اسمه مؤخرًا إلى واجهة الترشيحات في سوق الانتقالات السعودية.
جاء ذلك تزامنًا مع أنباء عن تعثر مفاوضات تجديد عقده مع النادي الملكي، ما فتح باب التكهنات مجددًا حول مستقبله.
وأجرت صحيفة "اليوم" السعودية اتصالات مع إدارة الهلال للتحقق من صحة الأنباء، فنفى مسؤولو النادي تمامًا وجود أي تواصل رسمي أو غير رسمي مع اللاعب أو ممثليه، مؤكدين أن الإدارة تركز حاليًا على الاستقرار الفني للفريق، ولا تفكر في صفقات بهذا الحجم في الوقت الراهن.
هذا النفي وضع حدًا مؤقتًا لسيل الشائعات، التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، إلا أن تأثيرها ظل حاضرًا في النقاشات الإعلامية والجماهيرية.
عرض الأهلي ومصدره
في المقابل، فجّرت شبكة "أنديكاليا" مفاجأة بإعلانها أن أهلي جدة هو من بدأ اتصالات مباشرة مع إدارة ريال مدريد، بهدف التعاقد مع فينيسيوس خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
وذكرت الشبكة أن إدارة الأهلي تقدّمت بعرض ضخم، يُقدّر بـ 300 مليون جنيه إسترليني، لحسم الصفقة رسميًا، في خطوة وُصفت بأنها "غير مسبوقة" في تاريخ الدوري السعودي.
ورغم أن هذه المعلومات لم يؤكدها أي طرف رسمي، فإنها أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية، خاصةً أن مثل هذا الرقم سيجعلها الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم، وسيمثل نقلة نوعية في سياسة التعاقدات للأندية السعودية، التي تسعى لترسيخ مكانتها ضمن أكبر الدوريات العالمية.
الاتصالات السعودية السابقة وقيمة الصفقة
كانت صحيفة "ذا صن" البريطانية قد كشفت، في وقت سابق، عن وجود رغبة سعودية قوية في تقديم عرض قياسي لضم فينيسيوس، الصيف الماضي، وأشارت إلى أن القيمة المحتملة للصفقة كانت ستتجاوز 350 مليون يورو، لتصبح الأغلى في التاريخ.
وذكرت الصحيفة أن محادثات غير رسمية جرت حينها مع مقربين من اللاعب، حول المشروع الرياضي السعودي الطموح، لكنها لم تتطور إلى مفاوضات مباشرة، لأن اللاعب كان يركّز على موسمه مع ريال مدريد، بينما كان الهلال في تلك الفترة يوجّه اهتمامه نحو ضم محمد صلاح من ليفربول.
واعتبر محللون أن الحديث عن أرقام بهذا الحجم، يعكس مدى الطموح في مشروع الدوري السعودي، وقدرته على المنافسة في سوق اللاعبين العالميين.
موقف ريال مدريد وتجديد العقد
يتزامن هذا الجدل مع تعقّد مفاوضات تجديد عقد فينيسيوس، بحسب ما نشرته صحيفة "آس" الإسبانية، التي ذكرت أن اللاعب طلب رفع راتبه السنوي إلى 20 مليون يورو، بدلًا من 15 مليونًا، وهو ما لم توافق عليه الإدارة حتى الآن.
ويمتد عقد فينيسيوس حتى يونيو 2027، لكن إدارة الملكي تفكر في بيعه خلال صيف 2026، لتجنب رحيله مجانًا عند انتهاء العقد، وترى أن بيع البرازيلي - العام المقبل - قد يكون خيارًا اقتصاديًا منطقيًا.
في المقابل، يتمسك اللاعب برغبته في الاستمرار مع الميرينجي، إذا جرى تحسين عقده ليعكس مكانته كلاعب أساسي في الفريق، وركيزة هجومية بارزة على مدار السنوات الأخيرة.
الأداء والضغوط التكتيكية
ورغم العواصف التي أحاطت بالنادي الملكي في الفترة الماضية، وازدحام الخط الهجومي بعد انضمام كيليان مبابي وغيره، إلا أن فينيسيوس حافظ على مستواه العالي منذ بداية الموسم الجاري.
فقد سجّل 5 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة، في أول 8 مباريات بالدوري الإسباني، وفاز مرتين بجائزة أفضل لاعب في المباراة، ليؤكد أهميته الفنية.
لكن الأداء المميز لم يمنع التوتر داخل الفريق، إذ واجه فينيسيوس بعض الخلافات التكتيكية مع المدرب تشابي ألونسو، الذي طالبه بأدوار دفاعية إضافية لم يعتد عليها، ما أدى إلى جلوسه على دكة البدلاء في أكثر من مناسبة، الأمر الذي أثار استياء البرازيلي.
ويُنظر إلى مدى قدرة فينيسيوس على التكيّف مع هذه المتطلبات، كعامل مؤثر في تحديد مستقبله مع الريال.
مشوار متصاعد ونهاية مفتوحة
انتقل فينيسيوس من صفوف فلامنجو إلى ريال مدريد في عام 2018، مقابل 45 مليون يورو، وهو مبلغ ضخم بالنسبة للاعب شاب آنذاك.
ورغم بدايته المتذبذبة وتعرضه لانتقادات بسبب إضاعته للفرص، إلا أنه تطوّر تدريجيًا تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، وأصبح أحد أبرز نجوم الفريق.
وساهم البرازيلي في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية، أبرزها دوري أبطال أوروبا 2022، حين سجّل هدف الفوز في النهائي أمام ليفربول. وكرّر التألق في نسخة 2024، بإحرازه هدفًا حاسمًا في النهائي أيضًا ضد بوروسيا دورتموند.
وفي النهاية، يظل مستقبل فينيسيوس مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بين رغبة الأندية السعودية في تقديم عروض قياسية، وتمسك ريال مدريد بمطالبه المالية، وسعي اللاعب للحصول على تقدير يتناسب مع مكانته، بحسب رؤيته.
وبين النفي الرسمي من الهلال، والعروض المزعومة من الأهلي، يبقى فينيسيوس محور الاهتمام في سوق الانتقالات العالمية المقبلة.