أخبار اليوم - تتواصل فصول الغموض في قصة البرتغالي جواو كانسيلو مع نادي الهلال السعودي، إذ تحول المدافع المخضرم إلى أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل داخل أسوار الزعيم، بعد سلسلة من المواقف الغامضة والتصريحات المثيرة للجدل، انتهت بخطوة مفاجئة.
وذكرت صحيفة "اليوم" السعودية أن كانسيلو غادر الرياض مساء الجمعة، برفقة عائلته، متجهًا إلى وجهة غير معلومة، وسط تساؤلات واسعة بين الجماهير الهلالية حول ما إذا كانت هذه الخطوة مؤقتة لأسباب شخصية، أم تمهد لرحيل نهائي عن الفريق.
غياب مطوّل وغيوم تحيط بالمستقبل
جاءت مغادرة كانسيلو في توقيت حساس، إذ لا يزال اللاعب في المراحل الأولى من برنامجه العلاجي عقب الإصابة العضلية التي لحقت به أمام الدحيل القطري في 19 من الشهر الماضي، ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة.
وكان الهلال قد أعلن رسميًا في 21 من الشهر الماضي أن اللاعب سيخضع لبرنامج علاجي وتأهيلي يمتد من ستة إلى ثمانية أسابيع، ما يعني أنه لن يكون جاهزًا للعودة قبل نهاية الشهر الجاري.
وبحسب الصحيفة، فإن مغادرته لا علاقة لها بجاهزيته الفنية أو الطبية، ما زاد التكهنات حول وجود خلافات داخلية أو توتر في العلاقة بين اللاعب والجهاز الفني بقيادة الإيطالي سيموني إنزاجي.
قائمة محلية مستبعدة وآسيوية محتفظ بها
ورغم استبعاده من القائمة المحلية للفريق في دوري روشن، إلا أن إدارة الهلال أبقت على قيد كانسيلو في القائمة الآسيوية، في انتظار اكتمال جاهزيته.
وغاب اللاعب عن لقاءات الأهلي، العدالة، الأخدود، وناساف الأوزبكي، ومن المنتظر أن يستمر غيابه عن مواجهتي السد والغرافة في دوري أبطال آسيا، وفقًا لمدى تجاوبه مع البرنامج التأهيلي.
وفي حال عدم حصوله على التصريح الطبي قريبًا، سيغيب أيضًا عن مباريات الاتفاق في الدوري، ثم الكلاسيكو المرتقب أمام الاتحاد في 24 أكتوبر، قبل ديربي الرياض ضد الشباب في 30 من الشهر ذاته، ما يجعل الهلال أمام أزمة دفاعية متجددة.
اللاعب يثير الجدل برسائل غامضة
بعيدًا عن الميدان، لم يتوقف كانسيلو عن إشعال الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي. ففي رسالة حديثة عبر حسابه الرسمي على "إنستجرام" كتب: "أنا لا أهزم، هذا مستحيل.. يمكنك أن تؤذيني، لكنك لن تهزمني أبدًا".
الرسالة التي بدت في ظاهرها تحفيزية، فُسرت من قبل المتابعين على أنها تلميح موجه ضد إدارة الهلال أو الجهاز الفني، خصوصًا في ظل تهميشه من المشاركة وتزايد الحديث عن إمكانية رحيله في الشتاء المقبل.
وقبل ذلك بأيام، نشر صورة عبر خاصية "ستوري" ظهر فيها بقميص جميع الأندية التي لعب لها باستثناء الهلال، ثم حذف اسم النادي من حسابه الرسمي قبل أن يعيده لاحقًا، في تصرف فُسر على أنه احتجاج مبطن.
كما كتب اللاعب تغريدة غامضة قال فيها: "لم يعتذر أحد عن الأشياء التي فعلوها بي.. لقد ألقوا باللوم علي فقط، على الطريقة التي تصرفت بها".
هذه التصرفات المتكررة جعلت اللاعب في مواجهة مفتوحة مع الجماهير، التي طالبت إدارة الهلال عبر مواقع التواصل بمعاقبته أو توضيح موقفه رسميًا.
قميص غريب وغضب جماهيري
المشهد ازداد سخونة حينما ظهر كانسيلو في أحد مقاطع التدريب مرتديًا قميص نادي كورينثيانز البرازيلي، الأمر الذي استفز الجماهير الهلالية، معتبرين ذلك إشارة سلبية وعدم احترام للشعار الأزرق. وعقب الانتقادات، نشر اللاعب رسالة جديدة قال فيها: "إذا كان عليّ أن أبدأ من جديد، سأبدأ، لا أخاف من البدايات، ما أخافه هو أن أعيش بالمظاهر، وألا أكون سعيدًا".
وأضاف: "التزامي مع أحلامي، وما يظنه الآخرون عني لا يهمني، فأنا مشغول ببناء قصتي الخاصة".
بداية مثيرة ونهاية غامضة
كانسيلو، الذي انضم إلى الهلال صيف 2024 قادمًا من مانشستر سيتي مقابل 25 مليون يورو، خاض موسمًا أول ناجحًا على الصعيد الفني، حيث شارك في 39 مباراة سجل خلالها هدفين وقدم 12 تمريرة حاسمة، لكنه لم يخلُ من الأزمات.
فقد دخل في أكثر من صدام مع مدربه السابق جورجي جيسوس، ثم واصل خلافاته مع المدرب الجديد سيموني إنزاجي، بعدما أبدى اعتراضه على قرارات استبداله في أكثر من مناسبة، أبرزها أمام القادسية والرياض في الجولتين الأولى والثانية من الدوري السعودي.
هل يقترب من نهاية المشوار؟
اليوم، ومع غيابه عن المباريات وسفره المفاجئ ورسائله الغامضة، تبدو قصة كانسيلو مع الهلال على المحك، خاصة مع تزايد الحديث في الصحافة الأوروبية عن رغبة اللاعب في العودة إلى القارة العجوز.
يذكر أن الهلال يحتل المركز السادس في جدول ترتيب الدوري السعودي، برصيد 8 نقاط، من انتصارين وتعادلين، بفارق 4 نقاط كاملة خلف جاره النصر، صاحب الصدارة.