أظافر قدميك قد تكشف عن إصابتك بسرطان الرئة

mainThumb
أظافر قدميك قد تكشف عن إصابتك بسرطان الرئة

12-10-2025 01:45 PM

printIcon

أخبار اليوم - يعد غاز الرادون عديم اللون والرائحة ثاني أكبر مسبب لسرطان الرئة بعد تدخين التبغ، ومع ذلك فإن غير المدخنين ومن يدخنون في المناسبات غالباً لا يستوفون شروط فحص سرطان الرئة.

اكتشف فريق علمي من جامعة «كالغاري» في كندا طريقة بسيطة للكشف عن التعرض الطويل الأمد للرادون، ما قد يساعد الأطباء في تحديد هذه الفئة من الأشخاص المعرضين لخطر سرطان الرئة، على الرغم من أنهم لم يدخنوا مطلقاً، أو دخنوا نادراً، أو أقلعوا عن التدخين منذ وقت طويل، وفقاً لموقع «ساينس أليرت».

تمثل أظافر القدم أحد «أرشيفات» الجسم التي تسجل تعرضنا الطويل الأمد للسموم البيئية مثل الرادون. في دراسة تجريبية، أظهر فريق متعدد التخصصات، بقيادة عالم الكيمياء الحيوية آرون غودارزي والفيزيائي مايكل وايزر، أن قصاصات أظافر القدم تمثل مؤشرات موثوقة للتعرض الطويل للرادون.

إذا تم التحقق من هذه الطريقة عبر مزيد من الدراسات، فقد تساعد المرضى في الفئات المستبعدة لكن المعرّضة للخطر في الوصول إلى تشخيص سرطان الرئة الذي قد ينقذ حياتهم.

يشرح غودارزي: «بعد استنشاق الرادون، يتحول بسرعة إلى نوع محدد من الرصاص المشع. يعامل جسمك الرصاص المشع الناتج عن الرادون مثل أي رصاص آخر ويخزنه في الأنسجة البطيئة التساقط مثل الجلد والشعر والأظافر».

ويضيف ويزر: «اختبرنا نظائر الرصاص في قصاصات أظافر القدم وأثبتنا أنها يمكن أن تكون طريقة كمية للكشف عن التعرض للرادون على مدى العمر على المستوى الفردي».

على عكس تاريخ التدخين، فإن التعرض للرادون ليس شيئاً يسهل على المريض الإبلاغ عنه ذاتياً. غالباً لا يدرك الناس أنهم تعرضوا لهذا الغاز، كما أن مستوى التعرض يختلف وفقاً لمحل السكن، وطريقة بناء المساحات المغلقة واستخدامها.

وقد تم وضع قوانين بناء للتعامل مع هذه المشكلة، لكنها قد لا تُطبق في بعض البلدان، أو قد لا تكون منفذة في المباني القديمة.

يُنتَج غاز الرادون (Rn) بشكل طبيعي في الأرض، وينطلق إلى الهواء. في المساحات المفتوحة، يتشتت بسهولة، لكنه داخل الأماكن المغلقة يمكن أن يتراكم بسرعة. وهذا يحدث خاصة في المباني ذات التهوية السيئة وفي الأماكن الباردة، حيث يمكن لاختلافات الضغط أن تسحب المزيد من الرادون من الأرض إلى المساحات المغلقة.

يذوب الرادون في الماء ويتراكم وينطلق منه، خاصة في المناطق الريفية الغنية باليورانيوم حيث تعدّ المياه الجوفية مصدراً مهماً. كما تساهم بعض مواد البناء في تراكم الرادون الداخلي، بما في ذلك الخرسانة الخفيفة الوزن ذات صخر الألومين، والفسفوجبس، والتوف الإيطالي.

وكتب الفريق البحثي: «في بعض المناطق ذات الإمكانات الجيولوجية العالية للرادون، مثل كندا، أدت ممارسات البناء السكني الحديثة دون قصد إلى تفاقم التعرض للرادون، بينما أدت الاتجاهات المتطورة في العمل، بالنسبة لبعض المهن، إلى زيادة الوقت السنوي الذي يقضيه الأشخاص في تنفس هواء البيئة السكنية المغلقة».

باستخدام طرق فائقة الحساسية، اكتشف الباحثون وجود نظير الرصاص (210Pb)، وهو ينتج عن تحلل الرادون، في 39 من أصل 55 عينة من أظافر القدم التي حللوها (ما يعادل 71 في المائة).

احتوت أظافر البالغين الذين استنشقوا مستويات مرتفعة من الرادون في منازلهم لمدة تبلغ 26.5 عام على نحو 0.298 فيمتوغرام من الرصاص (210Pb) لكل نانوغرام من الرصاص الثابت المختزن في قصاصات أظافرهم.

في المقابل، احتوت أظافر أولئك الذين تعرضوا لمستويات منخفضة من الرادون على مر السنين على 0.075 فيمتوغرام فقط من الرصاص (210Pb) لكل نانوغرام من الرصاص.

هذا فرق بنسبة 397 في المائة، ويعدّ مؤشراً قوياً جداً على أن تاريخ تعرضك للرادون مسجل بالفعل في أظافر قدميك.

ما هو مفيد أيضاً أن المستويات المرتفعة من الرادون ظلت قابلة للكشف في أظافر الأشخاص حتى بعد ست سنوات من إجراء تغييرات في منازلهم لتقليل تعرضهم العالي للرادون.

تجربة تحقُّق أكبر بكثير جارية حالياً لضمان فاعلية هذه الطريقة على نطاق أوسع وعلى مجموعات سكانية أكثر تنوعاً. يسعى الباحثون إلى مشاركة 10 آلاف شخص من المقيمين الكنديين المستعدين لفحص منازلهم للكشف عن الرصاص، وإرسال بعض قصاصات أظافر القدم لأخذ العينات.

ويقول غودارزي: «ستشكل هذه البيانات الدليل الذي قد يؤدي إلى إدراج المزيد من المرضى، الذين لم يسبب دخان التبغ سرطان الرئة لديهم، في برامج الفحص والتشخيص المبكر التي قد تنقذ حياتهم».