من دكة البدلاء إلى نجم الجماهير .. راشفورد يستعيد بريقه

mainThumb
من دكة البدلاء إلى نجم الجماهير.. راشفورد يستعيد بريقه

13-10-2025 11:22 AM

printIcon

أخبار اليوم - يعيش اللاعب ماركوس راشفورد، تحولا لافتا في مشواره مع ناديه برشلونة هذا الموسم، من لاعب فقد بريقه في مانشستر يونايتد، إلى نجم كبير يحظى بتصفيق جماهير البارسا.

فالمهاجم الإنجليزي الذي بدأ مغامرته الإسبانية على مقاعد البدلاء، أصبح اليوم أحد أبرز أسلحة المدرب الألماني هانز فليك، ومصدراً متجدداً لفرحة جماهير البلوجرانا.

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن ثقة فليك الكبيرة بمهاجمه الجديد، كانت نقطة التحول الأولى في مسيرته.

ففي سبتمبر/أيلول الماضي، قال المدرب الألماني عن راشفورد "إنه مذهل، ولا زال يملك المزيد ليقدمه"، قبل أن يخوض اللاعب، أولى مبارياته في دوري أبطال أوروبا بقميص برشلونة أمام نيوكاسل.

وقد بدت كلمات فليك مؤثرة في لاعبه، إذ أحرز راشفورد، أول هدفين له مع الفريق الكتالوني، ليقود برشلونة إلى فوز ثمين 2-1 في ملعب سانت جيمس بارك.

وكان ذلك بمثابة الانطلاقة المنتظرة منذ انضمامه في يوليو/تموز الماضي، على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد، في صفقة أثارت تساؤلات عديدة حول دوره، وثقة المدرب به وإمكانية ضمه بشكل دائم.

بداية باهتة ومكانة موضع شك

انضم راشفورد إلى برشلونة، بعد أن خرج من حسابات مانشستر يونايتد، وجاء كخيار ثالث لتعزيز الجبهة الهجومية اليسرى خلف أهداف النادي الأولى، نيكو ويليامز من أتلتيك بيلباو، ولويس دياز من ليفربول.

وشارك المهاجم الإنجليزي للمرة الأولى في الليجا يوم 16 أغسطس/آب الماضي، كبديل في الفوز 3-0 على مايوركا، وسط توقعات متواضعة من الجماهير.

لكن أداءه الأول لم يكن مقنعاً، كما لم تختلف المباراتان التاليتان كثيراً، إذ لم يتجاوز حضوره في أي منهما 45 دقيقة.

ووصفت وسائل الإعلام الإسبانية، حينها راشفورد، بأنه "بطيء الاشتعال"، مشيرة إلى أن أفضل عروضه كانت في فترة الإعداد قبل الموسم ضد خصوم ضعفاء، ودون ضغط المنافسة.

غير أن هدفه مع منتخب إنجلترا في الفوز 5-0 على صربيا ضمن تصفيات كأس العالم مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، كان بمثابة الشرارة التي أعادت إليه الثقة، وأطلقت مرحلة جديدة من التألق.

تأثير متزايد في تشكيلة فليك

مع تعرض لامين يامال ورافينيا وليفاندوفسكي لإصابات متفرقة، وجد راشفورد، الباب مفتوحاً أمامه لاستعادة مكانته في التشكيلة الأساسية، حيث بدأ يظهر تأثيره تدريجياً في خط هجوم برشلونة.

وشارك أساسياً في 6 من آخر 7 مباريات في جميع البطولات، والمباراة الوحيدة التي لم يبدأها كانت أمام خيتافي، بعد أن تأخر لمدة دقيقتين فقط عن اجتماع الفريق الصباحي. ووفقاً لسياسة فليك الصارمة، تم استبعاده من التشكيلة الأساسية، لكنه شارك في الشوط الثاني بالكامل.

وكانت تلك المواجهة الوحيدة، من بين السبع التي لم يسهم فيها مباشرة في هدف. ففي المباريات الأخرى، بدأ راشفورد بصناعة أمام فالنسيا، ثم سجل ثنائية في مرمى نيوكاسل بدوري الأبطال، قبل أن يصنع أهدافا أمام أوفييدو وريال سوسييداد في الليجا وباريس سان جيرمان أوروبيا، وأخيراً أحرز هدفه الأول في الدوري الإسباني أمام إشبيلية رغم الخسارة 1-4.

كما ساهم في هدفين من ركلات ركنية، وهو ما سلطت عليه الصحافة الإسبانية، الضوء، معتبرة أن برشلونة "وجد سلاحاً جديداً في الكرات الثابتة" بفضل دقته في التنفيذ.

إشادة فليك.. وديكو يطمئن الجماهير

نال راشفورد، إشادة كبيرة من فليك عقب تألقه في دوري الأبطال، حيث قال "إنه لاعب مذهل، موهبة عظيمة، وقدرته على إنهاء الهجمات رائعة. بالنسبة لأي مهاجم، من المهم أن يسجل الأهداف، وأنا سعيد من أجله. قبل بداية الموسم، أنا وديكو كنا نعلم أننا بحاجة إلى لاعب مثله".

ويمتلك راشفورد حتى الآن، أكبر عدد من المساهمات التهديفية بين لاعبي برشلونة هذا الموسم، بثلاثة أهداف وأربع تمريرات حاسمة، متقدما على فيران توريس (5 أهداف وتمريرة حاسمة واحدة) ولامين يامال (هدفين و3 تمريرات حاسمة) رغم غياب الأخير 4 مباريات بسبب الإصابة.

كما يتصدر راشفورد، قائمة لاعبي الفريق في عدد التسديدات (27) والتسديدات على المرمى (11) واللمسات داخل منطقة الجزاء (69)، ويحتل المركز الثاني في صناعة الفرص (18) خلف بيدري (24).

وأشاد الموقع الرسمي للنادي، بمستوى راشفورد مطلع الشهر الحالي، قائلا "أرقام مذهلة للاعب جديد، تُظهر أن الإنجليزي جاء إلى برشلونة ليترك بصمته، وها هو ينجح في ذلك".

ومنذ انضمامه، يساهم راشفورد في هدف كل 88 دقيقة لعب، وهو خامس أفضل معدل في الدوري الإسباني، بعد مبابي، وجوليان ألفاريز، وفينيسيوس جونيور، وألفارو جارسيا.

ويبدو أن برشلونة بدأ يستعيد نسخة راشفورد المتألقة في موسم 2022-2023، حين سجل أكثر من 30 هدفا لمانشستر يونايتد، وكان سادس هدافي البريميرليج، مما يعكس ما يمكن أن يقدمه اللاعب، حين يستعيد ثقته الكاملة.

مستقبل مفتوح وإعجاب متبادل

يملك برشلونة، خيار شراء راشفورد نهائياً مقابل 35 مليون يورو في عام 2026، لكن المدير الرياضي ديكو، أكد أن الحديث عن هذا القرار مؤجل، قائلا "من المبكر اتخاذ قرارات تخص الموسم المقبل، ما يهمنا الآن أننا سعداء به".

وأكد مصدر داخل النادي، الموقف ذاته، قائلا "نحن جميعا سعداء بأدائه، ديكو، فليك، وزملاؤه في الفريق. ماركوس أيضا سعيد معنا، مع زملائه وفي مدينة برشلونة".

وتابع "من الواضح، أنه إذا واصل راشفورد، التطور بهذا الشكل، فهناك فرصة كبيرة لأن يبقى معنا. لكننا ما زلنا في بداية الموسم، ومن المبكر الحديث عن ذلك".

الاختبارات الحقيقية تقترب

ينتظر برشلونة، سلسلة من المواجهات القوية قبل فترة التوقف الدولي المقبلة، تشمل الديربي أمام جيرونا، ومباريات في دوري أبطال أوروبا أمام أولمبياكوس وكلوب بروج، إضافة إلى الكلاسيكو المرتقب أمام ريال مدريد في سانتياجو برنابيو.

وبعد هزيمتين متتاليتين أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية، ومع عودة رافينيا من الإصابة، تشير الصحافة الإسبانية إلى أن فليك قد يجري تعديلات تكتيكية جديدة.

أما بالنسبة لراشفورد، فستكون هذه المرحلة، فرصة حقيقية لإثبات مرونته وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، بينما يواصل سعيه لتثبيت أقدامه في التشكيلة الأساسية.

لقد أراد راشفورد، الانتقال إلى برشلونة منذ يناير/كانون ثان الماضي، واضطر للانتظار حتى الصيف لإتمام الصفقة. ومنذ اليوم الأول، قال إن برشلونة "يشعره وكأنه في بيته". والآن، تقع عليه مسؤولية التأكيد أنه يستحق البقاء في هذا البيت الكتالوني الذي بدأ يردد اسمه بحب من المدرجات.