أردا جولر .. مرآة عقل ألونسو في ريال مدريد

mainThumb
أردا جولر.. مرآة عقل ألونسو في ريال مدريد

16-10-2025 11:10 AM

printIcon

أخبار اليوم - أصبح التركي أردا جولر ركيزة أساسية في تشكيلة ريال مدريد منذ وصول المدرب الإسباني تشابي ألونسو في يونيو/ حزيران الماضي، خلفا للإيطالي كارلو أنشيلوتي.

ولم يستطع جولر فرض نفسه على تشكيلة الميرينجي في عهد أنشيلوتي، رغم انضمامه للفريق قبل أكثر من عامين، قادما من فنربخشه مقابل 20 مليون يورو.

وفي موسم أنشيلوتي الأخير (2024-2025)، جلس جولر في الكثير من المباريات على مقاعد البدلاء دون مشاركة، فيما ظهر في أغلب المواجهات كبديل، وندرت مشاركاته الأساسية.

رغم ذلك، نجح جولر في تقديم 9 تمريرات حاسمة لزملائه بمختلف البطولات، إلى جانب تسجيله 5 أهداف، على مدار 1755 دقيقة ظهر بها مع فريق العاصمة الإسبانية.

عقل ألونسو

لم يجد جولر نفسه في التشكيلة الأساسية بأولى مباريات ألونسو مع الفريق الملكي، والتي واجه خلالها الهلال السعودي في الجولة الافتتاحية لبطولة كأس العالم للأندية، قبل مشاركته مع بداية الشوط الثاني.

ومنذ تلك اللحظة، تغير حال الدولي التركي مع الريال، بعدما اقتحم التشكيلة الأساسية في المباراة التالية ضد باتشوكا المكسيكي، ليصبح منذ تلك اللحظة، أحد ركائز ريال مدريد في عهد مدربه الجديد.

وبدا أن المدرب الإسباني ينظر إلى صاحب الـ20 عاما، وكأنه عقله داخل أرض الملعب، حيث يحمل على عاتقه تطبيق أفكار ألونسو الخططية في المباريات.

وخلال 6 مباريات في مونديال الأندية، سجل جولر هدفا وصنع اثنين، ليطلق شرارة تألقه مع الميرينجي في الحقبة الجديدة.

وتأكد تثبيت جولر أقدامه في التشكيلة الملكية مع بداية الموسم الحالي، إذ شارك في جل مباريات الريال بالتشكيلة الأساسية، باستثناء مواجهة وحيدة في الدوري الإسباني ضد إسبانيول.

وحتى هذه اللحظة، شارك جولر في 10 مباريات هذا الموسم، سجل خلالها 3 أهداف وصنع 4 أخرى لزملائه.

دور جولر

ألونسو المعروف بفكره التكتيكي المتطور، وجد في جولر لاعباً مثالياً لتنفيذ أفكاره الهجومية القائمة على المرونة والتحرك السريع بين الخطوط.

اعتمد ألونسو على جولر في مركز صانع الألعاب المتحرك، حيث يمنحه حرية التمركز بين الجناح الأيمن ووسط الميدان الهجومي، مما يسمح له بخلق التفوق العددي في مناطق بناء اللعب، بفضل رؤيته الواسعة للملعب ولمساته الدقيقة، فضلا عن قدرته على كسر خطوط الخصم بتمريراته الذكية وتحركاته غير المتوقعة.

كما ساهم جولر في تنشيط الهجوم بفضل سرعته وقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة، إضافة إلى دقته الكبيرة في التسديد من خارج المنطقة، وهو سلاح يستخدمه ألونسو لفتح الدفاعات المتكتلة.

دفاعياً، تطوّر أداء اللاعب الشاب بوضوح، إذ بات يشارك في الضغط العالي واستعادة الكرة بسرعة بعد فقدانها.

بهذا المزيج من المهارة والانضباط التكتيكي، أصبح جولر أحد أهم أوراق ألونسو الرابحة، ونموذجاً للجيل الجديد من اللاعبين القادرين على الجمع بين الإبداع والعمل الجماعي في منظومة ريال مدريد الحديثة.

لكن مباراة الديربي ضد أتلتيكو مدريد، والتي أقيمت في نهاية سبتمبر الماضي، شهدت تغيير مركز جولر، بتحويله إلى جناح أيمن في بداية اللقاء، لرغبة ألونسو في إقحام جود بيلينجهام في عمق وسط الملعب تحت المهاجم.

ورغم نجاحه في تسجيل هدف وصناعة آخر خلال المباراة، إلا أن سقوط ريال مدريد (2-5) أفسد ظهوره المميز في الديربي.

بطل كلاسيكو الميركاتو

كانت معركة التعاقد مع النجم التركي الشاب واحدة من أبرز صفقات سوق الانتقالات في صيف 2023، إذ اشتعل الصراع بين عملاقي إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة، للحصول على توقيع الموهبة الصاعدة التي لفتت الأنظار مع فريق فنربخشه التركي.

فقد أظهر جولر أداءً مذهلاً في الدوري التركي رغم صغر سنه، بفضل رؤيته المميزة للملعب ولمساته الساحرة، مما جعله هدفاً لكبرى الأندية الأوروبية.

دخل برشلونة السباق أولاً، مستغلاً علاقته الجيدة بإدارة فنربخشه، وبدأت التقارير تشير إلى اقتراب اللاعب من "البلوجرانا". غير أن ريال مدريد تحرّك سريعاً بذكاء، حيث قدّم عرضاً مالياً أفضل وخطة رياضية أكثر وضوحاً تضمن تطور اللاعب التدريجي في بيئة مستقرة وتنافسية.

كما لعبت رغبة جولر الشخصية دوراً حاسماً، إذ عبّر عن إعجابه بتاريخ ريال مدريد في تطوير المواهب الشابة.

في النهاية، نجح ريال مدريد في حسم الصفقة، ليكسب موهبة تُعد من الأبرز في أوروبا، بينما شعر برشلونة بخسارة كبيرة بعد أن كان قريباً من التوقيع معه.

ومع مرور الوقت، أثبت جولر أنه يستحق كل هذا الصراع، بعدما أظهر إمكانيات واعدة جعلت جماهير ريال مدريد ترى فيه نجم المستقبل في خط الوسط والهجوم.

ومن المنتظر ظهور جولر في الكلاسيكو الأول هذا الموسم ضد برشلونة، والذي سيقام نهاية الشهر الجاري، أملا في إظهار قدراته بشكل أفضل مما سبق، وذلك بعد مشاركتين سابقتين، شهدتا خسارة الريال، وعدم قدرته على تقديم أي مساهمة هجومية.