غزة-أخبار اليوم - مع إتمام صفقة تبادل الأسرى الأحياء بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، برز ملف الأسرى الذين قرر الاحتلال إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، كأحد الملفات التي تستدعي اتصالات مكثفة يجريها الوسطاء مع الدول العربية والإسلامية لاستقبال وإقامة عدد منهم داخل أراضيها.
وأفرجت قوات الاحتلال الأسبوع الماضي عن 250 أسيرا من المحكومين بالمؤبدات واتخذت قرارا بإبعاد 154 منهم خارج الأراضي الفلسطينية.
يقول مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والأسرى بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ناهد الفاخوري إن المرحلة الأخيرة من الصفقة شملت الإفراج عن 1718 أسيرا ممن تم اعتقالهم من داخل قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى جانب 250 من أصحاب الأحكام المؤبدة من بينهم 154 أُبعدوا إلى العاصمة المصرية القاهرة كمحطة أولى.
مسؤولية الوسطاء
كما شملت -وفقا للفاخوري- 8 أسرى من محرري صفقة وفاء الأحرار المبعدين إلى غزة منذ عام 2011 وأعاد الاحتلال اعتقال 8 خلال الحرب، وأفرج عنهم مؤخرا وأبعدهم إلى القطاع.
وأوضح المتحدث نفسه للجزيرة نت أن جميع الأسرى الذين تقرر إبعادهم موجودون الآن داخل الأراضي المصرية حتى يتم التواصل مع عدد من الدول المستعدة لاستقبالهم داخل أراضيها. ونوه أن مهمة ومسؤولية التواصل مع هذه الدول ملقاة على عاتق الوسطاء الذين تم إبلاغهم بذلك من قبل الفصائل الفلسطينية.
وأكد أنه حتى هذه الأيام لم تتضح الصورة بشأن الدول المتوقع أن تستقبل المبعدين، ولا أعداد الذين سيقيمون في كل واحدة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أبعد في صفقة التبادل التي عقدت في يناير/كانون الثاني من العام الجاري 229 أسيرا عن أماكن سكناهم، من مجمل 1777 شملتهم الصفقة آنذاك.
واستقبلت تركيا 49 منهم، بينما وصل للإقامة في ماليزيا 15 آخرون، ووصل غزة 20 أسيرا من سكان محافظات الضفة الغربية المحتلة، بينما بقي داخل الأراضي المصرية 136 آخرون.
تحفظ
وعلمت الجزيرة نت من مصادر مطلعة على ملف الأسرى أن عددا من الدول تتحفظ على استقبال وإقامة أسرى فلسطينيين مبعدين داخل أراضيها، وبينما استعدت بعض الدول في وقت سابق لاستقبال عدد منهم فإنها تراجعت عن ذلك دون إبداء الأسباب.
وفي أعقاب عملية التبادل الأخيرة لا يزال قرابة 10 آلاف و500 أسير داخل سجون الاحتلال، بينهم أكثر من 1450 صدرت بحقهم أحكام بالسجن لسنوات مختلفة، من بينهم نحو 15 ما بين محكوم أو بانتظار صدور حكم بالمؤبد عليهم، كما يقول حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
وأوضح عبد ربه، في حديث للجزيرة نت، أن عدد الأسرى الأطفال دون سن الـ18 في سجون الاحتلال يتجاوز 400، بينما يبلغ عدد الأسيرات 53، ولا يزال نحو 3500 أسير معتقلين إداريا من دون محاكمات وبلا لوائح اتهام.
إخفاء قسري
ويؤكد عبد ربه أن هناك حالات إخفاء قسري متعمد لعدد كبير من أسرى قطاع غزة، وتعتيما من قبل الاحتلال الإسرائيلي على أعدادهم وأماكن احتجازهم.
وينقل إحصائية صادرة عن مؤسسات إسرائيلية مناهضة للتعذيب أن الاحتلال كان يحتجز 2700 أسير من غزة منهم 660 كان يحتجزهم في معسكرات للجيش الإسرائيلي أي غير خاضعين لإدارة مصلحة السجون، بالإضافة إلى 144 مفقودا من معتقلي القطاع، "مما يدل على وجود سياسة الإخفاء القسري رافقها قتل وإعدام وتصفية ميدانية".
وحسب متابعة المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى، فإن الاحتلال كان يحتجز جثامين 1500 شهيد فلسطيني من غزة في ثلاجات كبيرة داخل معسكر للجيش.
يُذكر أن 77 أسيرا استشهدوا داخل سجون الاحتلال بعد عملية "طوفان الأقصى" من بينهم 46 أسيرا من قطاع غزة، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامينهم.
الجزيرة