أخبار اليوم - أكد خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، أن الألماني هانز فليك مدرب الفريق، شعر بالندم فورا بعد طرده في مباراة جيرونا، مشيرا إلى أن التوتر الذي سبّبه التحكيم كان وراء رد فعله غير المعتاد.
وتحدث لابورتا صباح الثلاثاء خلال مشاركته في منتدى نُظم في قصر المؤتمرات بكتالونيا وفقا لصحيفة "سبورت" الإسبانية، وتناول موضوع الرياضة والجغرافيا، قبل ساعات من مواجهة برشلونة وأولمبياكوس على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي ضمن الجولة الثالثة من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا.
وخلال الندوة، التي شارك فيها إلى جانب الصحفي إيو أندريس من شبكة "سير"، استعرض لابورتا عددا من الملفات المتعلقة بالنادي الكتالوني، وعلى رأسها طرد المدرب هانز فليك الذي سيغيب بسببه عن دكة البدلاء في الكلاسيكو أمام ريال مدريد على ملعب البرنابيو.
وقال لابورتا: "فليك شخص جاد للغاية ويخطط لكل شيء بعناية، لكنه في الوقت ذاته يتمتع بحس إنساني كبير يظهر في تعامله مع اللاعبين. ما حدث في المباراة أزعجه لأنه لا يتصرف عادة بهذه الطريقة، لكن يمكن تفهم ردة فعله في ظل الظروف التي حدثت خلالها الواقعة".
وأمضى: "أحيانا تثير القرارات التحكيمية اختلافات في الآراء، وفي لحظات الغضب قد تنفعل، فالفريق يعيش شغفا وحماسة كبيرة. أدافع عن فليك لأنه إنسان، ومن الطبيعي أن تصدر عنه مثل هذه الانفعالات. لقد ندم فورا على ما حدث، لكن تصرفه لم يكن عدوانيا أو بقصد الإساءة، بل نابع من شغف اللعبة".
وأضاف رئيس برشلونة منتقدا الحكم جيل مانزانو: "الحكم أخطأ حين انتظر رد فعل مدربنا، كان بإمكانه أن يدير ظهره ويواصل اللعب، لكن لحظة الطرد حدثت عندما سجلنا الهدف. الأمر لا يستحق كل هذا الجدل، لقد انتهى الموضوع".
وانتقل لابورتا بعد ذلك للحديث عن الجانب الجيوسياسي في كرة القدم، مؤكدا أن برشلونة ما زال متمسكا بقيمه التاريخية بعد مرور أكثر من 125 عاما على تأسيسه، قائلاً: "ما زلنا نستحق لقب (أكثر من مجرد نادٍ) في عام 2025. نحن نادٍ عالمي حافظ على جوهره المؤسس المرتبط بالفخر بجذورنا الكتالونية، وفي الوقت نفسه نملك القدرة على احتضان كل أفكار المشجعين حول العالم".
كما تحدث لابورتا عن أسلوب إدارة النادي في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية قائلاً: "لا يمكن فصل الجانب الرياضي عن المؤسسي أو التمثيلي، فبرشلونة مؤسسة معقدة لا يمكن إدارتها بعقلية تجارية بحتة، رغم ضرورة التحلي بالكفاءة الاقتصادية. يجب الجمع بين المنطق المالي والحس الرياضي والاجتماعي في تناغم كامل".
واختتم رئيس برشلونة حديثه بتأكيد رفضه لفكرة تحول النادي إلى شركة مساهمة رياضية تخضع لصناديق استثمارية، موضحا: "الوضع القانوني للنادي يجعل من الصعب السيطرة عليه من قبل هذه الصناديق. لدينا علاقات مع بعض الجهات عبر الرعاية فقط، وليس من خلال الملكية لأننا لسنا شركة مساهمة. نحافظ على مسافة واضحة مع المستثمرين المحتملين ونرسم حدودنا بوضوح".
أرقام مقلقة
تُظهر البيانات الرسمية الصادرة عن رابطة الدوري الإسباني أن برشلونة يعيش تراجعا مقلقا على المستوى البدني، تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، في مؤشر يثير القلق داخل أروقة النادي الكتالوني مع انطلاقة موسم 2025-2026.
ووفقا لصحيفة "سبورت" الإسبانية، التي حصلت على هذه البيانات من رابطة "الليجا"، فإن الأرقام تكشف انخفاضا واضحا في معدلات الركض والجهد لدى لاعبي برشلونة مقارنة بالموسم الماضي، سواء من حيث المسافة الإجمالية المقطوعة في كل مباراة أو عدد الأمتار التي تُقطع بسرعات عالية (أكثر من 21 و24 كيلومترا في الساعة)، وهي أرقام جعلت الفريق أدنى بكثير من متوسط البطولة.
وخلال موسم 2024-2025، كان برشلونة من بين أكثر الفرق نشاطا بدنيا، محتلا المركز الخامس في الترتيب العام بمعدل 117,429 مترا في المباراة، متفوقا على متوسط "الليجا" البالغ 115,572 مترا.
آنذاك، جمع الفريق بين الشدة والسيطرة على الكرة والضغط العالي المستمر، ما جعله منافسا قويا حتى الدقائق الأخيرة من المباريات. فقط سيلتا فيجو، أتلتيكو مدريد، جيرونا، وإسبانيول تفوقوا عليه في هذا الجانب.
لكن بعد عام واحد فقط، تغيّر المشهد بشكل جذري. في الجولات الثماني الأولى من الموسم الحالي، تراجع برشلونة إلى المركز الخامس عشر في المسافات المقطوعة، بمعدل 113,444 مترا فقط في المباراة، أي أقل بأربعة كيلومترات تقريبا من أرقامه السابقة، كما أصبح أقل من متوسط البطولة البالغ 115,091 مترا. هذا التراجع يعكس انخفاضا واضحا في الشدة والقدرة على الحفاظ على الجهد طوال المباراة.
الفارق مع المنافسين المباشرين أصبح صارخا، حيث إن أتلتيكو مدريد، على سبيل المثال، يتصدر هذا الجانب بمعدل يتجاوز 120 كيلومتراً في المباراة، فيما تتخطى فرق مثل إسبانيول، إلتشي، وسيلتا حاجز 117,000 متر.
أما برشلونة، فقد انزلق إلى المنطقة السفلية بجانب أتلتيك بيلباو، إشبيلية، وفالنسيا. المثير أيضا أن ريال مدريد يحتل المركز الأخير للعام الثاني تواليا بمعدل 110,626 مترا، رغم أن أسلوب لعبه العمودي يعوض هذا النقص بدنيا.