أخبار اليوم - أثارت مشاجرة طلابية جديدة في جامعة اليرموك أمس استياءً واسعًا بين الأردنيين، بعدما انتشرت مقاطع مصوّرة تُظهر اشتباك عدد من الطلبة داخل حرم الجامعة في مشهد يعيد طرح السؤال القديم: إلى متى تبقى الجامعات الأردنية ساحة للعنف بدل أن تكون منارة للعلم؟

المشاجرة الأخيرة، جاءت بعد أيام فقط من مشاجرة مماثلة في جامعة أخرى، ما أعاد إلى الواجهة ملف الانضباط الجامعي، والمسؤولية الأخلاقية والإدارية في ضبط السلوك الطلابي داخل الحرم الأكاديمي.
عدد كبير من المتابعين طالبوا إدارة الجامعة باتخاذ قرارات فصل فورية بحق كل من يثبت تورطه في العراك، مؤكدين أن التهاون مع مثل هذه الحوادث هو ما جعلها تتكرر دون رادع. آخرون دعوا إلى محاسبة كل من يشارك في "تغطية" أو "تجميل" هذه المشاهد باعتبارها تمسّ صورة التعليم العالي في الأردن.

في المقابل، رأى أكاديميون أن الظاهرة لا تُعالج بالعقوبات فقط، بل عبر إعادة بناء منظومة القيم الجامعية وتفعيل برامج التوعية والتثقيف، وربط السلوك بالمسؤولية المجتمعية. كما طالبوا بإعادة النظر في سياسات القبول الجامعي، وتوسيع دور الإرشاد الطلابي والنفسي، مشيرين إلى أن الجامعات اليوم تعاني من غياب البيئة التربوية الحاضنة للانتماء والمسؤولية.

ويرى مختصون أن ما يجري في بعض الجامعات الأردنية هو انعكاس لاضطراب أوسع في منظومة القيم العامة، وأن التعليم العالي بات يدفع ثمن ما يحدث في المجتمع من مظاهر عنف وتوتر. ويضيفون أن “مشاجرة اليوم” في جامعة اليرموك ليست حدثًا معزولًا، بل نتيجة تراكم سنوات من التجاهل، حيث غابت لغة الحوار وحلّ محلها الاستقواء والانفعال.