العمايرة: وهم الانشغال الدائم جعلنا نركض بلا هدف

mainThumb
العمايرة: وهم الانشغال الدائم جعلنا نركض بلا هدف

18-11-2025 09:40 AM

printIcon

(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)

قالت الكاتبة دانية العمايرة إنّ الإنسان المعاصر يعيش اليوم تحت ضغط ما تسميه الدراسات النفسية بـ"وهم الانشغال المزمن"، إذ تحوّلت عبارة "أنا مشغول دائمًا" إلى شعارٍ اجتماعي يرمز – خطأً – إلى النجاح والإنتاجية، بينما تخفي وراءها حالة من التشتت والركض المستمر دون وجهة واضحة.

وبيّنت العمايرة أن الإنسان اليوم، كما وصفه الدكتور همام يحيى، ليس "مشغولًا" بقدر ما هو "مدوّش"، موضحة أن المشغول فعلًا هو من يمتلك هدفًا واضحًا وخطة محددة، بينما يعيش المدوّش في دوامة من الإشعارات والمهام الصغيرة التي تُنهك ذهنه دون أن تحقق له أي عمق أو إنجاز حقيقي.

وأضافت أن دراسة من جامعة هارفارد أظهرت أن الناس باتوا يربطون قيمة ذواتهم بكمّ الانشغال، وكأن الانشغال أصبح معيارًا للنجاح الاجتماعي، في حين أن دراسة أخرى من جامعة ستانفورد بيّنت أن التنقّل المستمر بين المهام يفقد الدماغ قدرته على التركيز العميق ويقوده إلى ما يُعرف بـ"التشتت المعرفي"، أي إنجاز كثير دون إنتاج نوعي.

وأشارت العمايرة إلى أن الخطر في هذا النمط من الحياة أن الإنسان صار يشعر بالذنب حتى في أوقات الراحة، معتبرًا الهدوء ترفًا غير مقبول في عالمٍ يقدّس السرعة والإنتاج المستمر.

وختمت بقولها إنّ الهدوء ليس كسلًا، بل هو حاجة ذهنية ضرورية لإعادة تنظيم الأفكار وتجديد الإبداع، داعيةً الجميع إلى التوقف قليلًا وسؤال أنفسهم: هل نحن فعلًا مشغولون... أم فقط مَدوشون؟