ضاهر: السلام النفسي يبدأ من الداخل

mainThumb
ضاهر: السلام النفسي يبدأ من الداخل

02-11-2025 04:57 PM

printIcon

(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)

أكدت المدربة المعتمدة والأخصائية في الصحة النفسية آلاء ضاهر أن السلام النفسي لا يتحقق من الخارج، بل هو عملية داخلية تبدأ حين يتصالح الإنسان مع ذاته، ويتوقف عن البحث عن الراحة في تبدّل الظروف والأماكن. وقالت إن الكثيرين يربطون شعورهم بالراحة بانتهاء مرحلة أو بتحقيق هدف مثل التخرج أو الزواج أو السفر، لكنهم يفاجأون بأن التعب الداخلي يلازمهم مهما تغيّرت الأحوال، لأن المشكلة لا تكمن في الخارج بل في طريقة التعامل مع الذات.

وأوضحت ضاهر أن الحياة بطبيعتها مليئة بالتقلبات والتحديات، وأن السلام النفسي لا يعني حياة خالية من الصعوبات، بل القدرة على الثبات والهدوء أثناء العواصف، مثل السفينة التي تواصل مسيرها رغم الموج. وأضافت أن الألم النفسي أو الجسدي هو رسالة يجب فهمها لا إنكارها، مشيرة إلى أن الجسم يعبّر عن المشاعر المكبوتة من خلال الأوجاع في الرأس أو الرقبة أو الصدر، وأن إدراك مصدر هذا الألم هو بداية الشفاء.

وبيّنت أن سر السلام النفسي الحقيقي يبدأ من الحديث الداخلي، فطريقة حديث الإنسان مع نفسه تحدد مدى راحته، موضحة أن الصوت القاسي مع الذات يولّد توترًا دائمًا حتى لو كانت الحياة مستقرة، بينما اللطف مع النفس يخلق بيئة داخلية آمنة تسمح بالسلام.

وأضافت ضاهر أن على الإنسان أن يفرّق بين ما يمكن تغييره وما يجب تقبّله، وأن يتعلّم الجلوس مع نفسه دون هروب أو خوف، لأن مواجهة الذات بصدق تفتح باب الوعي وتحرّر من الفوضى الداخلية. ودعت إلى التوقف عن محاربة النفس، لأن السلام لا يأتي من الانتصار في الصراعات الداخلية، بل من إيقافها تمامًا.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن السلام النفسي مهارة تُكتسب بالتدريب والممارسة، مثل بناء العضلات في الرياضة، مشددة على أهمية تكرار الجمل الإيجابية مثل: «أنا أستحق أن أعيش بهدوء»، فهي تزرع بذرة الهدوء تدريجيًا في النفس حتى تتحول إلى عادة وطمأنينة دائمة.

وأكدت ضاهر أن الجلسات النفسية الفردية والتدريبات الجماعية تساعد على اكتشاف الذات، وتمنح الإنسان القدرة على العيش بسلام داخلي مهما كانت التحديات، داعية الجميع إلى الاهتمام بصحتهم النفسية لأنها بوابة الراحة الحقيقية.