أبو زيد: زيارة الشرع لواشنطن تعكس قبولًا أمريكيًا للدور السوري الجديد

mainThumb
أبو زيد: زيارة الشرع لواشنطن تعكس قبولًا أمريكيًا للدور السوري الجديد

15-11-2025 05:57 PM

printIcon

أخبار اليوم – أحمد الزعبي - قال المحلل العسكري نضال أبو زيد إن زيارة رئيس الحكومة السورية الجديد فاروق الشرع إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، بعد سنوات طويلة من القطيعة، تمثل تحولًا لافتًا في مقاربة الإدارة الأمريكية تجاه سوريا، موضحًا أن مستوى الاستقبال الرسمي الذي حظي به الشرع — بما في ذلك لقاءات مع مدير الاستخبارات الأمريكية، ورئيس الأركان، ومسؤولين بارزين — يعكس وجود قبول أمريكي بالخطاب السياسي والدبلوماسي السوري الجديد.

وأوضح أبو زيد أن توجهات الحكومة السورية الحالية تبدو أكثر تركيزًا على إعادة ترتيب البيت الداخلي، وضبط الأوضاع الأمنية، ومعالجة الملف الاقتصادي المتأزم، خاصة في ظل العقوبات المفروضة وعلى رأسها قانون قيصر، معتبرًا أن الزيارة تأتي في سياق محاولة إزالة بعض القيود الاقتصادية أو التمهيد لتخفيفها مستقبلًا.

وأضاف أن دخول سوريا تحت مظلة التنسيق في إطار مكافحة الإرهاب دوليًا، خاصة في مواجهة بقايا تنظيم داعش، يشير إلى مرحلة سياسية جديدة تتجه فيها دمشق أكثر نحو التفاهم الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة، في وقت تراجع فيه الحضور الروسي قياسًا بفترات سابقة من الحرب السورية.

وأشار أبو زيد إلى أن واشنطن قد لا تدفع باتجاه انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب سوريا في هذه المرحلة، إلا أن هذا التقارب قد يساهم في كبح الهجمات الجوية الإسرائيلية المتكررة، خصوصًا في ظل محاولة الحكومة السورية تثبيت واقع سياسي وأمني جديد داخل البلاد.

وفي الشق العسكري، أوضح أبو زيد أن 80% من القدرات السابقة للجيش السوري تضررت، وأن المرحلة الحالية تسير باتجاه إعادة تشكيل العقيدة القتالية والنظام العسكري، عبر دمج فصائل مختلفة ضمن الجيش النظامي ولكن دون تشكيل كتلة واحدة متجانسة، لما قد يسببه ذلك من مخاطر صدامات داخلية أو تنازع ولاءات بين تلك الفصائل المختلفة أيديولوجيًا وعرقيًا وعقائديًا.

وبيّن أن هناك حديثًا عن إنشاء قاعدة أمريكية جديدة قرب البادية السورية، على مقربة من المثلث الحدودي السوري–الأردني–العراقي، بهدف دعم عمليات مكافحة داعش المتبقي في مناطق الحميّة والسخنة شرق تدمر.

كما اعتبر أن إعادة تشكيل المؤسسة العسكرية السورية قد تتم وفق عقيدة قتالية غربية، وربما بدعم استشاري أو تدريبي أمريكي وبمشاركة خبرات أردنية في المستويات التنظيمية والأمنية.

وختم أبو زيد بالقول إن قراءة مجمل المشهد تشير إلى أن سوريا بدأت مرحلة إعادة تموضع سياسي واقتصادي وأمني، وإن زيارة الشرع إلى واشنطن ليست حدثًا بروتوكوليًا، بل خطوة مرتبطة بتوازنات دولية، وبمسار إعادة بناء الدولة، وضبط الملفات الداخلية، وتحسين موقع سوريا ضمن الخريطة الإقليمية والدولية في المرحلة المقبلة.