ما هي قصة الشاي المُتبل السوداني؟

mainThumb
ما هي قصة الشاي المُتبل السوداني؟

18-11-2025 11:48 AM

printIcon

أخبار اليوم - هناك مقولة شائعة بين المبدعين الصوماليين على «تيك توك» تقول: «يا إلهي، لا تجعلنا نسكن في بيت لا يُصنع فيه الشاي».

ما سر الشغف الكبير بكوب الشاي الدافئ؟ بالنسبة إلى إفراح أحمد، وهي كاتبة وطاهية ومساهمة في الوصفات في «نيويورك تايمز كوكينغ» من أصل صومالي، ونشأت على شرب «عانو إيو شاه» أو (الشاي بالحليب)، والكثير من أنواع شاي الحليب من جميع أنحاء العالم، يمثل الشاي اتصالاً بذاتها من أيام الطفولة. عندما كانت أحمد تكبر، كانت والدتها تصنع الشاي الأسود، وتطحن التوابل والزنجبيل الطازج في الهاون لإضافتها إلى المشروب. كان السكر إلزامياً، ثم يُضاف إليه إما الحليب كامل الدسم أو مسحوق حليب «نيدو».

قالت سمر بنغاوي، وهي كاتبة سودانية وطالبة في السنة النهائية بكلية الطب في الجامعة الأوروبية في تبليسي، جورجيا، إن «الشاي الساخن ليس مشروباً جانبياً مساعداً، بل هو البطل الرئيسي» في بلدها.

وأضافت بنغاوي إن ثقافة الشاي في السودان أكثر تحديداً، وعموماً، يُصنع الشاي من الشاي الأسود، ويُغلى مع الأعشاب والتوابل. وعادة ما يتم تقديم شاي الحليب في الصباح الباكر أو مع نهاية اليوم. ويُستخدم الشاي الأسود مُهضّماً بعد وجبة دسمة، وعادة ما تكون الغداء. لكن الأجواء تتغير، ويُقدم الشاي كلما دخل شخص من الباب، أو في أوقات الاحتفال أو الحداد: قالت بنغاوي: «إنها قاعدة نابعة من الاحترام أن يُقدَّم الشاي الأسود فقط».

لقد نشأتُ في لاغوس، نيجيريا، وكان الشاي جزءاً بسيطاً، وغالباً ما يتم تجاهله في الحياة اليومية. كان الأمر غير مقيد، حيث كان الشاي يشير إلى أي مشروب دافئ سواء كان شاياً أسود أو شوكولاته ساخنة، محلى ومخففاً بالحليب في الغالب. كان الناس يحملون أكواب الشاي الساخنة في راحات أيديهم، ويهزون المشروب وهم يتحدثون، باحثين عن الدفء لمواجهة حرارة النهار. ومثل حساء الفلفل الذي نأكله حتى في أشد أيام السنة حرارة، كان الشاي وسيلة للإحساس بالاسترخاء والتدفئة من الداخل. لكنني بدأتُ مؤخراً في استكشاف طقوس الشاي في جميع أنحاء القارة الأفريقية، مُتذوقة ومُحضّرة أنواعاً مختلفة من الشاي الأسود مع معظم التوابل الحلوة والمُحلّيات، مثل العسل أو السكر البني الداكن أو شراب القيقب. وقد قادتني هذه الاستكشافات إلى الشاي المقنن السوداني (شاي الحليب المحروق)، الذي يبدأ به اليوم للملايين في شمال شرق أفريقيا وخارجها.

شاي «مقنن»، بمزيج عطري، ولمسة لطيفة، وصوت خفي يطلب مني أن أفتح عيني وأبدأ يومي، يُحضّر دائماً ساخناً وحلواً. الهيل والقرنفل مكونان ضروريان، ويمكن تحسين نكهة الكوب بإضافة المزيد من الحليب والقرفة والزنجبيل والبهارات والفلفل الأسود، حسب ذوق الضيف أو الطاهي. وإذا كنت شخصاً ينجذب إلى طقوس صنع الشاي، فيمكن أن يكون هذا المشروب رفيقك الدائم.

تقليدياً، يُطهى الحليب حتى يتحول لونه إلى البني ويتكرمل، وهي طريقة مشابهة لتلك المستخدمة في صنع «دولسي دي ليتشي». يُنقع الشاي الأسود في إبريق منفصل مع التوابل الدافئة، ويُحلى بالسكر، ثم يُصفى برفق ويُسكب في الحليب الساخن. لهذه الوصفة، يدخل دبس السكر ليضيف نكهة عميقة ومميزة يحققها الطهي الطويل. بعد ذلك، يمكنك التلاعب بالنكهات، مضيفاً الكثير من الهيل والقرنفل، اللذين وصفتهما بنغاوي بأنهما «التوابل الأساسية» لشاي الحليب المحروق. (وقالت إن غلي الشاي هو حقاً «شكل من أشكال الفن»، و«الأمر يعود إليك بالطبع»). هناك شرط آخر غير قابل للتفاوض: تقديمه ساخناً. قالت بنغاوي إن شربه «يكاد يشعرك بالشفاء، كأنك تتخلص من كل ما يُثقل كاهلك عن طريق التعرق».

إن مشاركة كوب من الشاي سواء كان هذا الشاي بالحليب المحروق، أو الشاي الأسود العادي الذي يُحضّر لك بعناية، فإنها تولّد التواصل والترابط والتأمل، وتوفر فرصة لإعادة التواصل مع الأشخاص الذين يجلبون لك السعادة.

قالت بنغاوي: «الشاي نمط حياة بحد ذاته». «إذا أردت يوماً أن تتعرف على شخص ما، أو تزوره، أو تستطلع أخباره، أو ترى كيف حاله، فستجد دائماً كوباً من الشاي جاهزاً في استقبالك».

الوصفة: شاي الحليب المحروق السوداني

شاي مقنن، وهو نمط من شاي الحليب السوداني، يُصنع عادة عن طريق طهي الحليب حتى يتحول لونه إلى بني ذهبي غامق. يُغلى الشاي الأسود في إبريق منفصل مع التوابل والسكر، ثم يُسكب برفق في الحليب المُحمّر. يتبع ذلك فوران وتطاير، وقد يضطر الشخص غير المعتاد على الطريقة إلى تفادي الرذاذ لتجنب حروق الحليب الساخن. هنا، يُحاكي دبس السكر (المولاس)، بنكهته القوية الحلوة والمالحة قليلاً، النكهة الدقيقة للحليب المطبوخ دون الحاجة إلى طهيه وتخفيضه. إنها طريقة مختصرة تنتج مشروباً مشابهاً للاستمتاع به في أي وقت بمفرده أو مع بسكويت الزبدة أو الكعك الهش المفضل لديك.

إعداد: يواندي كومولافي

الكمية: 4 أكواب

الوقت الإجمالي: 15 دقيقة

المكونات:

4 أكواب حليب من اختيارك، سواء كان حليب أبقار أو حليباً غير مُحلى من غير الألبان

3 ملاعق كبيرة دبس سكر، مثل (دبس السكر الأسود)، أو ربع كوب من السكر البني الداكن المضغوط

رشة ملح

1 ملعقة كبيرة من حبوب الهيل، مفتوحة ومسحوقة

5 حبات يانسون نجمي، مكسورة إلى قطع

1 ملعقة صغيرة قرنفل كامل

1 ملعقة صغيرة زنجبيل مطحون

2 عود قرفة

4 ملاعق كبيرة أوراق شاي أسود سائبة (أو محتويات 6 إلى 8 أكياس شاي)

طريقة التحضير:

اغلِ الحليب والتوابل: اسكب كوبين من الحليب في قدر متوسط موضوع على نار متوسطة إلى عالية. أضف دبس السكر، ورشة ملح، والهيل، واليانسون النجمي، والقرنفل، والزنجبيل، والقرفة.

أضف الشاي واتركه حتى يغلي: اترك المزيج يصل إلى درجة الغليان ثم خفف الحرارة إلى منخفضة. اتركه على نار هادئة لمدة 8 دقائق. حرّك المزيج، وأضف أوراق الشاي واتركها تُنقع مع التوابل، مع التقليب المتكرر لمنع الحليب من الفوران، لمدة دقيقة واحدة تقريباً. ارفع القدر عن النار وحرّك فيه الكمية المتبقية من الحليب.

التقديم: ضع مصفاة شبكية ناعمة فوق إبريق الشاي أو وعاء التقديم. اسكب السائل، وتخلص من أوراق الشاي والتوابل. قسّم المشروب على 4 أكواب وقدمه على الفور.

* خدمة «نيويورك تايمز»