حرب الإبادة تهدي زوجين في غزة طفلة طال انتظارها

mainThumb
حرب الإبادة تهدي زوجين في غزة طفلة طال انتظارها

25-11-2025 12:07 PM

printIcon

أخبار اليوم - سنوات طويلة من الحرمان من الأطفال، تخلّلتها محاولات علاج متكررة داخل غزة وخارجها، لم تُكلَّل بالنجاح. لكنّ "حرب الإبادة" الإسرائيلية جاءت بحقيقة لم يتصورها رامي العروقي وزوجته يومًا؛ إذ تحوّل الحلم المؤجل بالإنجاب إلى واقع عبر احتضان طفلة من أيتام الحرب.

لاقى منشور للعروقي على موقع "فيسبوك" أعلن فيه احتضانه لطفلة يتيمة رواجًا كبيرًا في قطاع غزة. يقول: "أردتُ إخبار أقاربي وأحبابي بهذه الخطوة، ومع صعوبة التواصل في ظل النزوح المتكرر، وجدتُ أن الإعلان عبر مواقع التواصل هو الأسهل."

سرعان ما انهالت على العروقي الاتصالات من غزة والخارج؛ بعضهم يسأل عن إجراءات كفالة أيتام الحرب، وآخرون ممن حُرموا من نعمة الإنجاب يطلبون معرفة آلية الاحتضان. "لقد كان منشوري ضوءًا في عتمة الحرب الطاحنة بالنسبة للكثيرين"، يقول رامي.

منشور.. فتح باب الحكاية

بدأت القصة حين علم العروقي بوجود طفلة لا يتجاوز عمرها خمسة أيام، نقلها المسعفون إلى المستشفى عقب إحدى المجازر الإسرائيلية دون أن يسأل عنها أحد، فيما يُرجَّح أن أسرتها كلها استُشهدت. يقول: "أحببت كثيرًا أن أحتضنها؛ فأنا موظف وقادر على استئجار منزل وتوفير احتياجاتها أنا وزوجتي."

خاض العروقي رحلة طويلة مع الجهات الحكومية، بدأت بانتظار ظهور أي معلومة عن ذوي الطفلة، تلتها إجراءات التحقق من قدرته على رعايتها، حتى تمكن أخيرًا من اصطحابها إلى منزله وهي بعمر ثلاثة أشهر، مطلقًا عليها اسم "جُنّة".

“جُنّة”.. طفلة تغيّر حياة أسرة

يقول العروقي إن حياته وزوجته تحولت فعلًا إلى "جنة" بعدما ملأت الطفلة البيت فرحًا. رافقتهما في رحلة النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، رغم قسوة الظروف وانعدام الإمكانيات. "احتضنّا جنة في وقت كانت فيه مستلزمات الأطفال شبه مفقودة، لكننا تدبرنا أمرنا ووفّرنا لها كل ما تحتاجه."

ومع عودة بعض الحركة إلى الأسواق، بات كل ما يشغل العروقي أثناء تجواله هو ما يلزم طفلته من طعام وشراب وألعاب. يقول: "أحببناها أنا وزوجتي، وأصبحت كل شيء بالنسبة لنا. معها عرفنا معنى الأمومة والأبوة الحقيقي، وكيف يمتلك طفلٌ حياتك بالكامل."

امتنان وقلق على بقية الأيتام

يشعر العروقي بالامتنان لأن الله يسّر لهذه الطفلة أسرة قادرة على رعايتها، ويقول: "هي محظوظة، بعيدًا عن عشرات آلاف الأيتام الذين يعيشون الآن في الخيام بظروف قاسية جدًا."

ويختم: "أتمنى أن يجد كل يتيم في غزة أسرة دافئة تعوّضه آلام الفقد، خاصة أولئك الذين بقوا الناجين الوحيدين من أسرهم."

المصدر / فلسطين أون لاين