سليحات : دعم موازنة الثقافة والمكتبة الوطنية يعزز "حماية الهوية والذاكرة الوطنية"

mainThumb
سليحات : دعم موازنة الثقافة والمكتبة الوطنية يعزز "حماية الهوية والذاكرة الوطنية"

27-11-2025 02:58 PM

printIcon

أخبار اليوم - ناقشت اللجنة المالية النيابية خلال اجتماع عقدته اليوم، برئاسة النائب الدكتور نمر السليحات، موازنة وزارة الثقافة ودائرة المكتبة الوطنية وذلك بحضور وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، وامين عام الوزارة بالوكالة عروبة الشمايلة ومدير عام المكتبة الوطنية بالوكالة إسماعيل النعيمات، ومدير عام الموازنة العامة بالوكالة ايمن أبو الرب.


وأكد السليحات في مستهل الاجتماع أهمية دعم وزارة الثقافة والمكتبة الوطنية، لرفع كفاءة العمل الثقافي الوطني وربط الجهود في مجالات الأرشفة وحفظ الوثائق.


وأوضح السليحات أن اللجنة المالية تنظر إلى دور الوزارة والمكتبة الوطنية بوصفهما حارسين للذاكرة الوطنية وأن دعم موازنتهما يعزز منظومة النهضة الثقافية في المملكة.


وقال ان الثقافة إنسانية السلوك وتعبر عن الموروث الأصيل والمعرفة، ومع تسارع تداخل الثقافات عبر الشبكة الإلكترونية تبرز الحاجة لحماية الهوية الثقافية الأردنية والمحافظة على ذاكرة الدولة.


واستفسر السليحات عن الجهود التي اتخذتها الوزارة على صعيد الاجندة الثقافية في عام 2025 واهمية تعميمها على مختلف المحافظات داعياً وضع اللجنة المالية في النفقات ومساهمتها في اعمال الوزارة وانجازاتها.


واشار الى ان موازنة وزارة الثقافة لعام 2026 بلغت نحو 12.5مليون دينار بنمو نحو 1.3 مليون دينار متقاربة النمو بين الجاري والرأسمالي مطالباً بضرورة أن تنعكس أوجه الإنفاق على توسيع البرامج وتمكين الفعل الثقافي، وتطوير البنية المؤسسية.
وفيما يتعلق بموازنة المكتبة الوطنية باعتبارها الحافظ الرسمي للوثائق والمصنفات استوضح السليحات والنواب الحضور عن منجزات المكتبة في عام 2025 والفعاليات ومجموع الوثائق المحفوظة وفهرستها والخدمات الالكترونية وأثر موازنة المكتبة الوطنية البالغة نحو 1.8 مليون دينار بنمو 208 ألف دينار في اعمال المكتبة وتعبئة الشواغر.


بدوره قدم الرواشدة تقريراً مفصلاً يتضمن جميع البرامج والنشاطات والمشاريع التي قامت بها الوزارة مؤكداً ان العمل الثقافي أصبح اليوم جزءاً من منظومة الإنتاج الوطني، وداعماً للتنمية الشاملة والمستدامة، حيث أن الثقافة لم تعد مقتصرة على الفنون الإبداعية، بل أصبحت عنصرًا محوريًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وركيزة لتعزيز منظومة القيم والانتماء والهوية.


وأوضح ان الوزارة تعمل ضمن رؤية ترسخ الثقافة بوصفها رافعة للتنمية ومحركا للإنتاج الوطني، مبينًا أن الجولات الميدانية شملت معظم المحافظات بهدف دعم الهيئات الثقافية وتحسين الخدمات الثقافية فيها.
وأشار الرواشدة إلى أن الوزارة نفذت خلال العام 2025 برامج ومشاريع واسعة، شملت إطلاق مكتبات جديدة، وتفعيل المكتبة المتنقلة، وتنفيذ آلاف الفعاليات الثقافية، إلى جانب تطوير البنية التحتية عبر افتتاح مراكز ثقافية جديدة وصيانة مرافق رئيسية مثل المركز الثقافي الملكي.


وأكد أن المهرجانات الوطنية، وعلى رأسها مهرجان جرش، شهدت مشاركات واسعة محليا وعربيا، فيما تم تنفيذ عشرات الجداريات، وتفعيل المبادرات الرقمية عبر منصات ثقافية جديدة.
وبشأن السردية الوطنية شدد الرواشدة على أن الدعوة التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لإعداد سردية وطنية شاملة تمثل مشروعا وطنيا يستهدف صياغة رواية الأردن عبر التاريخ بأسلوب عصري ينسجم مع التطور التكنولوجي ويفتح المجال أمام مشاركة الأجيال الشابة.


ولفت الى أن الوزارة أنجزت خطوات متقدمة بهذا الخصوص من خلال تدوين الرواية الوطنية في مراكز المحافظات، وبمشاركة لجنة تضم نحو خمسين باحثًا في التاريخ والعلوم الإنسانية، تعمل على صياغة سردية أردنية شاملة تمتد لأكثر من مليوني عام بما يعزز وحدة الخطاب الثقافي والهوية الوطنية ويقدم رواية أردنية متماسكة للأجيال القادمة.


من جانبه استعرض النعيمات إنجازات الدائرة لعام 2025 ورؤيتها لعام 2026، مبينًا أن الدائرة واصلت تنفيذ مهامها في حفظ الذاكرة الوطنية وتطوير خدماتها المؤسسية.
وأوضح النعيمات أن المكتبة الوطنية قدمت خلال عام 2025 خدمة الإيداع القانوني ومنح الرقم المعياري الدولي لما يزيد على 6000 مصنف، إضافة إلى حماية حقوق المؤلفين من التعدي عليها، وتحويل المخالفين إلى القضاء استنادا إلى أحكام قانون حماية حق المؤلف، حيث بلغ عدد القضايا المحولة أكثر من 7500 قضية منذ عام 2000 وحتى تاريخه.


وبيّن أن الدائرة قدمت كذلك الخدمات الإدارية والفنية لمجلس المعلومات بموجب قانون ضمان حق الحصول على المعلومات، ولتحقيق التنفيذ الأمثل للقانون وتعزيز التزام المؤسسات الرسمية بأرشفة وتصنيف معلوماتها، صدر نظام فهرسة وتصنيف الوثائق والمعلومات ونُشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 2/10/2025، بما يسهم في توحيد الإجراءات وتقوية منظومة إدارة الوثائق.


وأشار النعيمات إلى أن الدائرة واصلت جمع الوثائق الحكومية والخاصة ذات البعد الوطني من الوزارات والمؤسسات الرسمية والجهات الخاصة، وفق أحكام قانون الوثائق الوطنية لسنة 2017، حيث تم خلال السنوات الخمس الماضية أرشفة ما يزيد على مليون وخمسمائة ألف وثيقة وصورة، ليصل العدد الإجمالي لمقتنيات الدائرة من الوثائق والصور إلى نحو 3 ملايين وثيقة.


كما نظّمت الدائرة المؤتمر الدولي الأول بعنوان "المكتبات الوطنية ودور المحفوظات في حفظ الذاكرة الوطنية في بيئة رقمية متغيرة"، فضلًا عن استضافة ندوات وحلقات علمية ودراسية وإشهارات كتب بلغ عددها أكثر من 200 فعالية خلال العام.
وفي إطار تطوير الخدمات وتحسين كفاءة العمل المؤسسي أوضح النعيمات أن الدائرة طرحت عطاء التحول الرقمي لخدماتها، بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، بقيمة 90 ألف دينار، بهدف الارتقاء بمنظومة العمل الإلكتروني وتسهيل تقديم الخدمات للمستفيدين.
واختتم النعيمات باستعراض موازنة دائرة المكتبة الوطنية لعام 2026، وبيان أبرز الفروقات بين المخصصات المالية للعام الجديد وما هو مقدّر لعام 2025، بما يعكس التوجهات التطويرية للدائرة واحتياجاتها المستقبلية.


من جهتهم أكد النواب الحضور ان الثقافة هي مقياس حضارة الشعوب وتطورها لافتين الى أهمية تمكين الثقافة والمكتبة الوطنية ماليا وفنيا، بما يضمن حماية الذاكرة الأردنية وتمكين الإبداع وتوسيع المشاركة الثقافية في المحافظات.
وتساءل النواب عن خطة الوزارة لترجمة الدعوة التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لإعداد سردية وطنية تحاكي روح العصر وتمثل ذاكرة للأجيال.


كما استفسروا عن الدور الذي تقوم به الوزارة لنشر الثقافة والوعي في العمل الحزبي وحث الشباب للانخراط في الحياة الحزبية ودور المراكز الثقافية بهذا الشأن ،مثلما تساءلوا عن خطة الوزارة للتوسع في نشر الثقافة والوعي عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة.
وشدد النواب على أهمية دعم المراكز الثقافية وتطوير الفنون وإحيائها ودعم الصناعات الثقافية وتعزيز الثقافة الإلكترونية وحفظ الوثائق وإتاحة المعلومات.