بزادوغ تحذّر من العلاقات القائمة على التلاعب العاطفي

mainThumb
بزادوغ تحذّر من العلاقات القائمة على التلاعب العاطفي وتدعو للانتباه لإشارات الاستخدام النفسي

23-12-2025 04:58 PM

printIcon

(أخبار اليوم – تالا الفقيه)


حذّرت الدكتورة رولا بزادوغ من أن بعض الشخصيات قد تدخل حياة الآخرين بهدوء وابتسامة ظاهرية، ثم تترك أثرًا نفسيًا ثقيلًا وضجيجًا طويل الأمد، موضحة أن هذا النمط من السلوك يُصنّف في علم النفس ضمن الشخصيات التي تضع النتيجة قبل مشاعر البشر، وتعتمد على التلاعب العاطفي بدل التفاعل الإنساني السليم.


وأشارت بزادوغ إلى أن هذه الشخصيات لا تطلب بشكل مباشر، وإنما تمارس تأثيرها بصمت، وتتسلل إلى عاطفة الطرف الآخر دون بناء ارتباط حقيقي، ثم تنسحب فور شعورها بأن الفائدة انتهت، مؤكدة أن التعامل مع الآخرين في هذا الإطار يكون من باب الاستخدام لا من باب الحب أو الكره.


وبيّنت أن كثيرين يجدون أنفسهم في حالة ارتباك بعد تجربة علاقة بدأت بصورة مثالية ثم تحولت فجأة إلى برود، أو تحكم، أو غموض واختفاء متكرر، موضحة أن هذا السلوك يكون غالبًا مدروسًا، حيث يُمنح الاهتمام في توقيت محسوب ثم يُسحب، لأن التذبذب العاطفي أكثر تأثيرًا من العطاء المستمر.


وأكدت بزادوغ أن الخطوة الأولى للحماية النفسية تكمن في عدم تفسير الذكاء أو اللباقة على أنهما حب، داعية إلى مراقبة الأفعال قبل الانجراف خلف الكلمات، والحفاظ على الخصوصية الشخصية، لأن كشف نقاط الضعف قد يتحول إلى وسيلة للسيطرة النفسية.
وأوضحت أن الهدوء بحد ذاته لا يعني الخطر، وأن التخطيط لا يعني بالضرورة الأذى، إلا أن المشكلة تبدأ عند غياب الضمير وتحول العلاقة إلى أداة لتحقيق مكاسب على حساب الطرف الآخر.


وختمت بزادوغ بالتأكيد على أن العلاقات الصحية تقوم على ثلاثة أسس واضحة، هي الوضوح والصدق والعطاء المتبادل، مشددة على أن غياب هذه العناصر يستوجب التوقف والمراجعة وطرح سؤال جوهري: هل العلاقة قائمة على المحبة الحقيقية أم على استغلال الوجود الإنساني، داعية الجميع إلى الوعي والاعتناء بالسلامة النفسية.