مقابلة تكتب : العربية تستنجد

mainThumb
مقابلة تكتب : العربية تستنجد

21-12-2025 01:57 PM

printIcon

أخبار اليوم - اللغه هي وعاء افكار الناس، ووسيلة التخاطب والتفاهم ونقل المعرفه بين بني البشر والتراث من السلف الى الخلف

وهناك الكثير من اللغات منذ الازل، منها ما اندثر (كالسريالية والآراميه؛ والاراميه هي اللغه التي تكلم بها سيدنا عيسى في المهد، وما زال يتكلمها اهالي معلولا في هضبة الجولان) ومنها ما صمد وقاوم رغم الهجمات الكثيرة مثل لغتنا العربيه.
اللغه العربيه هي لغة القرآن الكريم وهي لغة اهل الجنه، قال تعالى { بلسان عربي مبين }، واول من تكلم العربيه قبيلة جرهم اليمنيه والتي هاجرت الى وادي مكه وسكنت قرب نبع زمزم، وكان يقطن سيدنا اسماعيل عليه والسلام وامه هاجر، وتعلماها منهم فتواترت وتناقلت من جيل الى جيل.

تعرضت اللغة العربيه الى الكثير من الطعن والهجمات من قبل اشخاص وأُمم وقوميات ناطقه او غير ناطقه بها؛ وخاصه المستشرقون فقالو عنها انها ركيكه ضعيفه سخيفه، لا تناسب الا الكلام السخيف كالشعر ولا تمتلك المرونه لاستيعاب مصطلحات التكنولوجيا الحديثة.
غير ان اللغه العربيه غير ذلك فهي لغة الفصاحة والبلاغة والبيان، تتميز بقدرتها على استيعاب تعريب اسماء المكتشفات العلمية الغربية، كما تتميز بقدرتها على النحت والطباق والجناس والترادف

قال الشاعر :
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
فهل عجزت اليوم عن وصف آلة او مخترعات

فيكفيها انها لغة الذكر الذي توعد الله بحفظه؛ فقد قال تعالى {انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون} فان الله لا يخلف وعده، فهذا سر بقاءها وديمومتها وازليتها.
وهي اقوى رابط ومقوم من مقومات الوحده العربيه، لانها لغة الدين الاسلامي والقيم الاسلاميه متشابهه من المحيط الى الخليج

في هذه الايام تدور اجتماعات وانشطه في مختلف العواصم العربيه للنقاش حول القضايا التي تهم مجامع اللغة العربيه وما تعرضت له من ركاكه ومصطلحات دخيلة وغريبه نتيجة الانفتاح والعولمه.
فلنستذكر ابرز الرواد والشخصيات التي ما زالت بصماتهم على اللغه منذ القدم وستبقى .... مثل سيبويه مؤسس علم النحو والخليل بن احمد الفراهيدي مؤسس علم العروض، والخليفه العباسي عبدالله بن معتز الذي كتب في البيان والبلاغه، ونصر بن عاصم ويحيى بن عامر اللذان قاما بتنقيط وتشكيل اللغه العربيه بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي لتجنب اللبس والفصل بين حروفها
، وشعراء المهجر اللذين نقلوها ونشروها الى الامريكيتين، وكذلك الشعراء المحدثين كحافظ ابراهيم وعلي محمود طه في العصر الحديث بعد ظهور حركة الاستشراق

وقعت العربيه اليوم على كاهل مجامع اللغه العربيه واساتذة الجامعات ومعلمي اللغه العربيه وأئمة المساجد والاباء والمربين، فهي امانه لأن في بقاؤها بقاء القرآن والسنه وتعاليم الدين الحنيف وموروث ضخم كان منارة علم بين الامم في زمن انتشار الجهل والطغيان لأمم علت في زماننا الحاضر.

وآخر القول ؛ فهل ننجد كلام الله ولغة اهل الجنه .