أبو زيد: ضربة أميركية محدودة تحمل رسائل زمنية ومكانية وتستهدف تنامي قدرات داعش

mainThumb
أبو زيد: ضربة أميركية محدودة تحمل رسائل زمنية ومكانية وتستهدف تنامي قدرات داعش

21-12-2025 05:51 PM

printIcon

أخبار اليوم – سارة الرفاعي - قال المحلل السياسي والعسكري نضال أبو زيد إن العملية العسكرية التي أعلن عنها الجانب الأميركي وهددت بها القيادة الوسطى تحمل دلالات متعددة، زمنية ومكانية وتسمياتية، تعكس طبيعة التحرك الأميركي وحدوده، موضحًا أن اسم العملية بحد ذاته يشير إلى أنها ضربة جوية محدودة وليست عملية عسكرية طويلة الأمد، ما يؤكد أنها استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة واستهداف نوعي.
وبيّن أبو زيد أن التسمية المستخدمة تعبّر عن “ضربة” أكثر من كونها “عملية”، وهو ما يعني أنها إجراء عسكري محسوب ومؤقت، وليس حملة مفتوحة أو ممتدة، مشيرًا إلى أن التوقيت يحمل دلالة واضحة، إذ جاءت الضربة عقب استهداف جنود أميركيين وسوريين خلال دورية قرب منطقة تدمر في الثالث عشر من الشهر الجاري، ما يعطي العملية طابع الرد العسكري المباشر على ذلك الاستهداف.
وأضاف أن البعد الزمني للعملية يتقاطع أيضًا مع إعلان أميركي عن نية إقامة قاعدة عسكرية جديدة في سوريا، دون تحديد موقعها حتى الآن، مرجحًا أن تكون هذه القاعدة في محيط تدمر أو مطار التيفور العسكري، بما يتيح إشرافًا مباشرًا على مناطق البادية السورية ذات الحساسية الأمنية العالية.
وأوضح أبو زيد أن الدلالة المكانية للعملية لا تقل أهمية، إذ نُفذت في نطاق جغرافي يشكل مثلثًا يمتد من منطقة الثريا إلى السخنة وصولًا إلى تدمر، أي في مناطق متداخلة بين ريف دير الزور الشرقي وريف الرقة الشرقي وأجزاء من جنوب حمص، وهي مناطق وعرة لطالما شكّلت ملاذًا للتنظيم بسبب تضاريسها من كهوف ومرتفعات ووديان.
وأشار إلى أن خطورة هذه الجغرافيا تكمن في قربها من ثلاث حدود إقليمية هي الحدود السورية والعراقية والأردنية، إضافة إلى قربها من قاعدة التنف، ما يضفي على العملية بعدًا إقليميًا، ويؤكد أن التهديد الذي يمثله تنظيم داعش تهديد عابر للحدود، وليس خطرًا محليًا محصورًا داخل الأراضي السورية.
وأكد أبو زيد أن هذه الضربة تأتي في سياق تصاعد ملحوظ في نشاط تنظيم داعش، الذي أعاد إنتاج نفسه مستفيدًا من بقايا تشكيلات عسكرية سابقة، لافتًا إلى أن التنظيم نفّذ خلال الأشهر الماضية عمليات في محيط دمشق قرب منطقة السيدة زينب، كما نفّذ قبل أسابيع عملية أخرى قرب حلب، ما يشير إلى تنامي قدراته وعودة حضوره الميداني.
وختم أبو زيد بالتأكيد على أن الأردن ليس بمنأى عن هذا التهديد، مستحضرًا حادثة حزيران عام 2016 حين استهدف التنظيم منطقة الركبان على الحدود السورية، وأسفر ذلك عن استشهاد سبعة من جنود القوات المسلحة الأردنية، مشددًا على أن أي تصاعد جديد في نشاط التنظيم يشكل تهديدًا مباشرًا لسوريا والأردن والعراق على حد سواء، ويبرر هذا النوع من العمليات الاستباقية في هذا التوقيت.