في يوم العمَّال العالميِّ .. البحث عن "لقمة" في غزَّة يحتلُّ مكان العمل

mainThumb
في يوم العمَّال العالميِّ .... البحث عن "لقمة" في غزَّة يحتلُّ مكان العمل

03-05-2025 11:28 AM

printIcon

أخبار اليوم - بينما يحتفي العالم باليوم العالمي للعمال، يعيش عمال قطاع غزة واقعًا مغايرًا تمامًا؛ إذ تحوّل هذا اليوم إلى ذكرى للمعاناة المتواصلة والحرمان، مع استمرار حرب طويلة دمّرت ما تبقى من الاقتصاد وأفقرت المجتمع. في هذا الجيب الساحلي، لم يعد الحديث عن العمل وتأمين المستقبل، بل عن الخبز والمأوى والأمان.

الوضع الإنساني المتدهور دفع مئات الآلاف من العمال إلى خارج سوق العمل، مع غياب أدنى مقومات الحياة. عشرات المصانع والمحال أغلقت أبوابها، وأُبيدت مصادر رزق كثيرة، ليصبح مشهد الطوابير على مساعدات الغذاء هو السائد.

"لم يعد هناك عمل.. كل ما نريده هو وجبة واحدة في اليوم"، بهذه الكلمات يعبّر علي مقداد (٥١ عامًا)، الذي فقد عمله وسكنه ومركبته نتيجة القصف. اليوم، يقف في طوابير الانتظار للحصول على وجبة غذائية من تكية خيرية في شمال غزة تعينه على إطعام أسرته.

في غزة كما في جنوب القطاع، تحوّلت المخيمات المؤقتة إلى أسواق عشوائية بديلة، حيث وجد بعض الرجال أنفسهم باعة على بسطات متواضعة، فيما انشغل آخرون بجمع البلاستيك أو الحطب مقابل أجور زهيدة لا تسد رمقهم. وبسبب الانهيار الاقتصادي، لم تعد فرص العمل موجودة إلا في أشكال هامشية وغير آمنة.

"أعمل 12 ساعة في اليوم لجمع ثمن رغيف خبز"، يقول صهيب سمعان (17 عامًا)، شقيق لثلاثة أطفال، وهو يحمل كيس طحين فارغًا ملأه بالحطب ليبيعه في السوق. مثل صهيب، يعمل كثيرون من دون أدنى حماية أو أجر مناسب.

نساء كثيرات وجدن أنفسهن مُعيلات لأسرهن بعد أن فقدن أزواجهن أو وظائفهن. تقول أم علي حمودة (٥٥ عامًا)، التي دمّرت الحرب قارب زوجها الصياد: "كنت أطرز الملابس، لكن الكهرباء مقطوعة منذ أشهر. الآن أبيع الخبز على فرن طيني مقابل شيكل واحد لكل خمسة أرغفة".

في غياب الخدمات الأساسية، اضطرت آلاف النساء للعمل في ظروف شاقة وغير منتظمة، معتمدات على قدرتهن في إنتاج الخبز أو تنظيف الملابس يدويًا لتأمين قوت يومهن.

الوضع الغذائي في غزة بات أكثر حرجًا، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي من تراجع مخزونه نتيجة استمرار إغلاق المعابر ونفاد الدقيق وغاز الطهي. معظم المخابز المدعومة توقفت عن العمل، ما ساهم في تفاقم أزمة الخبز.

"العمال لا يطالبون اليوم برفع الأجور أو تحسين ظروف العمل، بل يصرخون: نريد أن نأكل"، يقول الناشط المجتمعي محمد سكر، مضيفًا أن الحرب جعلت من عمال غزة أكثر الفئات هشاشة، بعد أن انقطعت عنهم مصادر الرزق.

وأشار لـ"فلسطين" إلى أن آلاف العمال الذين كانوا يعملون داخل أراضي 48 أو في مشاريع محلية فقدوا أعمالهم، ما فاقم نسب الفقر والجوع في القطاع.

يشدد سكر على أن اليوم العالمي للعمال يجب أن يكون مناسبة للضغط على المجتمع الدولي من أجل إنهاء الحرب وفتح المعابر، وإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة. فهنا، لم يعد العامل يبحث عن أجر كريم، بل عن حياة كريمة.

المصدر / فلسطين أون لاين