أخبار اليوم - تالا الفقيه - أكدت المستشارة التربوية الدكتورة آية الشوابكة أن المدرسة ليست مجرد مكان لتلقي المعلومات، بل هي بيئة شاملة ومتكاملة تعنى بصقل شخصية الطالب، وتنمية جوانبه المعرفية والنفسية والاجتماعية، مشددة على أن بناء الشخصية المتوازنة والواثقة من نفسها يجب أن يكون هدفاً أساسياً لكل مؤسسة تعليمية.
وأوضحت الشوابكة أن من أبرز الوسائل التي تعزز هذه الرؤية التربوية هي منح الطالب "صوتًا حقيقيًا داخل الغرفة الصفية"، باعتباره حقاً أساسياً، وأداة فعّالة في بناء شخصية مسؤولة قادرة على التعبير عن الرأي، والمشاركة في صناعة المعرفة. وأشارت إلى أن كثيرًا من المعلمين والمعلمات يحرصون بالفعل على تفعيل هذا الجانب التربوي من خلال إتاحة الفرصة للطلبة لطرح الأسئلة والاستفسارات ومناقشة الأفكار داخل الحصة.
وشددت الشوابكة على أهمية وجود ضوابط تنظيمية متفق عليها داخل الغرف الصفية، لضمان بيئة تعليمية تفاعلية قائمة على الاحترام المتبادل، وتفعيل مهارات الحوار، واحترام الرأي والرأي الآخر، مما ينعكس إيجابًا على فاعلية الحصة الصفية ومخرجاتها المعرفية والنفسية معًا.
وأكدت أن مشاركة الطالب في العملية التعليمية، وتفاعله مع المعلم وأقرانه، يحوّله من متلقٍ سلبي إلى عنصر فاعل وشريك في بناء المعرفة. وقالت: "بهذا الشكل تتلاشى النظرة القائلة بعدم وجود عدالة أو ديمقراطية في الصفوف، لأن الطالب يصبح جزءاً من القرار والتفكير والمساهمة".
ومن الجانب النفسي، أوضحت الشوابكة أن إتاحة الفرصة للطلبة للتعبير عن آرائهم يعزز الثقة بالنفس، ويقلل من مشاعر القلق والانطواء، ما يمنح الطالب شعورًا بالأمان والانتماء للبيئة التعليمية، ويؤسس لنمو نفسي متوازن يكون له تأثير كبير على شخصيته داخل الصف وخارجه.
أما من الناحية الأكاديمية، فأشارت إلى أن منح الطالب مساحة للنقاش وإبداء الرأي يعزز مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وهي من أهم الأهداف التي يسعى إليها المعلم داخل الحصة. وأضافت أن الطالب حين يُمنح هذه الفرصة، يصبح أكثر قدرة على تقديم الأسئلة الصائبة، وتحليل المحتوى، والمساهمة في دفع الحصة نحو مزيد من التميز والعمق الفكري.
وختمت الشوابكة حديثها برسالة إلى المعلمين والمعلمات، أكدت فيها أن تمكين الطالب من التعبير داخل الصف هو استثمار في قيادات المستقبل، وأن الطالب الذي نسمع صوته اليوم في المدرسة، سيكون غداً صاحب رأي مؤثر ومشاركة مجتمعية فاعلة، إذا ما وفرت له المدرسة البيئة الحاضنة لتنمية مهاراته النفسية والاجتماعية بشكل متكامل.