أخبار اليوم - ساره الرفاعي - أكدت رانيا أسامة علي أبو شاشيه أن بناء الثقة بين أفراد العائلة يعد من الركائز الأساسية لنجاح واستقرار العلاقات الأسرية، مشيرة إلى أن علم النفس يقدم مجموعة من المبادئ والاستراتيجيات التي تساهم بشكل مباشر في ترسيخ هذه الثقة وتعميق الترابط العائلي.

وأوضحت أن أول هذه المبادئ يتمثل في الصدق والشفافية، إذ لا يمكن للثقة أن تنشأ في بيئة يغيب عنها الصدق. فعندما يكون أفراد العائلة صادقين في مشاعرهم وأقوالهم، يشعر الآخرون بالأمان النفسي. أما إخفاء المعلومات أو الكذب، حتى لو كان بنية حسنة، فإنه يؤدي مع الوقت إلى إضعاف الثقة وتقويض أساس العلاقة.

وأضافت أن الاحترام المتبادل هو الأساس الثاني لبناء علاقة أسرية صحية، موضحة أن احترام الرأي والخصوصية والاختلافات الفردية بين أفراد الأسرة يعزز من قيمة كل فرد، ويُشعره بالتقدير الحقيقي، وهو ما ينعكس إيجابًا على جو العائلة العام.

كما شددت على أهمية الاستماع الفعال، واصفة إياه بأحد أقوى أدوات بناء الترابط العاطفي، إذ إن الاستماع الجيد يعكس اهتمامًا حقيقيًا ويمنح الطرف الآخر شعورًا بأنه مسموع ومهم، مما يُعمق الثقة ويقوي العلاقة بين أفراد العائلة.

وتطرقت أيضًا إلى دور الاهتمام والدعم العاطفي، لا سيما في الأوقات الصعبة، معتبرة أن الوقوف إلى جانب أفراد العائلة دون إصدار أحكام أو توجيه انتقادات يعزز من الشعور بالأمان والانتماء، ويجعل الثقة تنمو بشكل طبيعي.

وأكدت رانيا أن من الضروري وجود وضوح في التوقعات والحدود داخل العائلة، مشيرة إلى أن وضع حدود واضحة وتوقعات معلنة يساعد في تقليل سوء الفهم والخلافات، ويجعل الأسرة أكثر قدرة على تجاوز التحديات دون أن تتآكل الثقة بينهم.

وأضافت أن من العوامل المؤثرة في بناء الثقة أيضًا الاعتذار وتحمل المسؤولية، موضحة أن الاعتراف بالخطأ والاعتذار الصادق يمكن أن يعيدا بناء الجسور بعد أي خلل، وهو ما يعزز الاحترام المتبادل بين الأفراد.

وتحدثت عن أهمية الاستمرارية والثبات في السلوك، مؤكدة أن الثقة لا تُبنى في يوم واحد، بل هي نتاج لسلوك متكرر وثابت يعكس الالتزام والدعم والاحترام والمحبة على مدار الوقت، مشيرة إلى أن هذه الممارسات اليومية هي التي تخلق بيئة أسرية آمنة ومستقرة.

وختمت رانيا أسامة أبو شاشيه حديثها بالقول: "الثقة هي الأساس في كل علاقة ناجحة، وخاصة داخل الأسرة. تُبنى من خلال الصدق في الحديث، والاحترام المتبادل، والاستماع الجيد دون مقاطعة. وعندما يشعر كل فرد بأنه مسموع ومقبول كما هو، تنمو بينه وبين الآخرين علاقة قوية وآمنة". وأكدت في رسالتها أن الاعتذار الصادق والدعم العاطفي في لحظات الضعف والألم يمثلان حجر الزاوية في الحفاظ على تماسك الأسرة.

وأضافت في ختام حديثها: "الثقة لا تُبنى في يوم، لكنها نتاج لسلوك متكرر وثابت يظهر المحبة والاهتمام والالتزام. كونوا ملاذ اللطف، فالعالم من حولنا قاسٍ بما يكفي".