أخبار اليوم - صفوت الحنيني - أكد عبدالله البطاح، المدرب والمستشار في التسويق الرقمي، أن التجارة الإلكترونية في الأردن تشهد نمواً غير مسبوق، مشيراً إلى أنها لم تعد "تسحب البساط" من تحت المتاجر التقليدية فقط، بل أصبحت البديل الفعلي لها في العديد من القطاعات، خاصة بعد التحول الكبير في سلوك المستهلك الأردني عقب جائحة كورونا.

وأوضح البطاح أن السنوات الأخيرة شهدت تسارعاً واضحاً في توجه المستهلك الأردني نحو الشراء عبر الإنترنت، مدعوماً بعوامل مثل سهولة التوصيل، انخفاض الأسعار، وجودة المنتجات، مضيفاً أن التجارة الإلكترونية لم تعد ظاهرة عابرة بل أصبحت واقعاً اقتصادياً متقدماً في السوق الأردني.

واستشهد البطاح بتقرير هيئة تنظيم قطاع الاتصالات لعام 2023، والذي أشار إلى أن طرود التجارة الإلكترونية تشكل نحو 95% من إجمالي الطرود الدولية، مع نسبة نمو سنوية بلغت 70% مقارنة بعام 2022. كما أظهرت دراسة لغرفة تجارة عمان أن 64% من المستهلكين يفضلون الشراء عبر الإنترنت لتوفير الوقت، و34% منهم بسبب انخفاض التكاليف.

وأشار إلى أن 77% من تجار الملابس والأحذية أفادوا بتراجع مبيعاتهم نتيجة المنافسة من المتاجر الإلكترونية، لا سيما مع انتشار منتجات ذات جودة عالية وأسعار منخفضة من متاجر آسيوية مثل "شي إن" و"مدينيسا"، ما شكل تهديداً حقيقياً للمتاجر التقليدية في هذه القطاعات.

ولفت البطاح إلى أن التأثير لا يقتصر على قطاع الألبسة، بل يمتد ليشمل قطاع المكملات الغذائية والمستحضرات التجميلية، حيث بات المستهلكون يفضلون الشراء من منصات إلكترونية مثل "إيهاب" بدلاً من الصيدليات التقليدية.

كما أشار إلى الفرص الكبيرة التي تتيحها التجارة الإلكترونية للمصنعين والتجار الأردنيين للوصول إلى أسواق خارجية، مؤكداً أن عدداً من العملاء الأردنيين باتوا يصدرون منتجاتهم إلى دول مثل الصين واليابان وأوروبا والولايات المتحدة، بفضل المنصات الرقمية.

وفي ختام حديثه، دعا البطاح إلى ضرورة توفير دعم حكومي فعّال لقطاع التجارة الإلكترونية، عبر تسهيلات في الشحن، ووسائل الدفع، والإجراءات الجمركية، من أجل تمكين التجار والمصنعين الأردنيين من التوسع نحو الأسواق العالمية، وتجاوز قنوات البيع التقليدية.