سخرية اجتماعية من تزايد أعداد الشيوخ .. ومطالبات بضبط الظاهرة قانونياً

mainThumb
سخرية اجتماعية من تزايد أعداد الشيوخ... ومطالبات بضبط الظاهرة قانونياً

11-05-2025 08:09 PM

printIcon

أخبار اليوم - عواد الفالح - تشهد الساحة الاجتماعية في الآونة الأخيرة موجة واسعة من السخرية والتندر بين المواطنين تجاه تزايد من يمنحون أنفسهم لقب "شيخ"، دون أن يرافق ذلك المضمون الحقيقي لهذا اللقب وما يحمله من مسؤوليات اجتماعية ووطنية.

وقال مواطنون لـ"أخبار اليوم" إن الألقاب أصبحت تُمنح شكلياً للبعض دون أن يتحملوا دورهم في إصلاح ذات البين أو تقديم العون لمن يحتاجه، مؤكدين أن الألقاب وحدها لا تكفي إذا غابت عنها المواقف الحقيقية وقت الشدائد.

وأضاف المواطنون لـ"أخبار اليوم" أن القيم الأصيلة التي عُرفت بها المجتمعات، من الشهامة والكرم والوقوف إلى جانب الآخرين في المحن، باتت تغيب عند البعض رغم ما يحملونه من ألقاب اجتماعية، مشيرين إلى أن المكانة تُبنى بالفعل لا بالمظاهر الفارغة.

ودعا المواطنون إلى ضرورة الحفاظ على مكانة الألقاب الاجتماعية والابتعاد عن تحويلها إلى مجرد استعراضات شكلية، مؤكدين لـ"أخبار اليوم" أن المجتمعات تبقى بخير حين ترتبط الألقاب بأصحاب المواقف النبيلة الذين يقدمون الخير ويقفون مع الناس في كل الظروف.

وختم المواطنون حديثهم بالتأكيد على أن الحكمة والمكانة الاجتماعية لا تُقاس بالمظاهر، بل تُثبتها الأيام بالمواقف والعمل الصادق لخدمة المجتمع، فالرجال مواقف قبل أن تكون ألقاباً.

وفي السياق ذاته، أكد عدد من الأهالي أن هذه الظاهرة تمثل سلوكًا سلبيًا يؤثر على القيم الأصيلة للمجتمع، واصفين هذا التصرف بأنه "مرض اجتماعي" يجب التصدي له بالحكمة والوعي.

وقال مواطنون لـ"أخبار اليوم" إن المكانة لا تُفرض بالمظاهر ولا تُشترى بالمال، بل تُبنى بالمواقف الحقيقية والأخلاق الرفيعة، مؤكدين أن الشيخ الحق هو من تكرمه أفعاله ويعلو صيته بين الناس بكرمه ونبله، لا بمنصات التواصل والاستعراض الإعلامي.

وأضاف آخرون أن بعض الأشخاص باتوا يبحثون عن الشهرة عبر مواقع التواصل، يصفقون لأنفسهم ويطرقون على صدورهم، بينما مواقفهم الحقيقية تخلو من النخوة والفزعة، واصفين هؤلاء بأنهم "شيوخ فيسبوك" الغائبون عن الناس وقت الحاجة.

وأكد المواطنون لـ"أخبار اليوم" أن المال لا يصنع الرجال، والعباءة والعقال لا يغطيان غياب المواقف وضعف القيم، مشددين على أن الشيخ الحقيقي هو من يحتضن أبناء مجتمعه ويحنو عليهم كما الأب على أبنائه، وأن طيب القلوب ونظافة اللسان هما ما يُخلدان أصحابها في ذاكرة الناس.

وفي ختام حديثهم، طالب المواطنون الحكومة باتخاذ إجراءات رسمية للحد من هذه الظاهرة وملاحقة من ينتحلون الألقاب لتحقيق مصالح شخصية أو اجتماعية بطرق غير مشروعة، مشددين على أهمية الحفاظ على هيبة الألقاب واحترام القيم والتقاليد العشائرية الراسخة التي لطالما تميز بها المجتمع.