أخبار اليوم - عواد الفالح - يشهد سوق اللحوم في الأردن موجة جديدة من ارتفاع الأسعار، وسط شكاوى متزايدة من المواطنين الذين باتوا يجدون صعوبة متزايدة في توفير احتياجاتهم الأساسية، خاصة مع اقتراب موسم عيد الأضحى وازدياد الطلب على اللحوم.
وفي المقابل، يبرر المزارعون هذا الارتفاع بتضاعف تكاليف الإنتاج، وعلى رأسها أسعار الأعلاف التي ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، حيث قفز سعر كيس العلف زنة 50 كيلوغراماً من 9.5 دنانير إلى 13 ديناراً، ما شكّل عبئاً كبيراً على مربي المواشي ودفعهم إلى رفع أسعار البيع لتغطية التكاليف المتزايدة.
وأكد مربو المواشي أن الزيادة في أسعار الأعلاف تسببت بخسائر كبيرة للمزارعين، وأصبح من غير الممكن بيع اللحوم بالأسعار القديمة دون التعرض لخسائر فادحة، لافتين إلى أن الكلفة التشغيلية أصبحت مرتفعة بشكل غير مسبوق تشمل العلف، والأدوية البيطرية، وفواتير المياه والكهرباء، ما جعل استمرارهم في الإنتاج دون رفع الأسعار أمراً بالغ الصعوبة.
في المقابل، يرى مواطنون أن ما يجري يشكّل عبئاً جديداً يضاف إلى قائمة الأعباء المعيشية اليومية، مطالبين الحكومة بالتدخل العاجل لدعم قطاع الأعلاف وضبط أسعارها، باعتبارها المكون الرئيسي في كلفة إنتاج اللحوم، ومحاسبة من يستغل هذه الظروف لتحقيق أرباح غير مبررة على حساب المستهلكين.
ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف سيؤدي إلى مزيد من الارتفاع في أسعار المنتجات الحيوانية، ما ينعكس سلباً على الأمن الغذائي ويزيد معدلات التضخم، داعين إلى وضع خطط استراتيجية لدعم قطاع الإنتاج الحيواني وتحقيق التوازن بين مصلحة المنتج والمستهلك.
وفي ظل هذا المشهد، تبقى الدعوات مستمرة لإيجاد حلول واقعية تُخفف من وطأة الغلاء، وتحافظ على استقرار السوق دون تحميل المواطن أعباء إضافية تزيد من معاناته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.