سوريون يحلمون بالفوز في ميادين الفروسية بعدما احتكرتها عائلة الأسد- (صور)

mainThumb
سوريون يحلمون بالفوز في ميادين الفروسية بعدما احتكرتها عائلة الأسد- (صور)

19-05-2025 02:04 PM

printIcon

أخبار اليوم - يواظب الشاب زياد أبو الذهب منذ أسابيع على تدريباته في نادٍ سوري للفروسية، استعدادا للمشاركة في مسابقة محلية، آملا بأن يحقق الفوز في رياضة احتكرتها عائلة الأسد والمقرّبون منها على مدى عقود.

ويقول أبو الذهب إنه قبل الإطاحة ببشار الأسد، “كانت النتائج محسومة للفرسان المقربين من السلطة، وكانت أقصى طموحاتي هي تحقيق المركز الثالث، أما اليوم، فأستطيع أن أطمح بالمركز الأول، وأحقق نتائج جيدة مع حصاني الجديد”.

ويتابع الفارس البالغ 25 عاما بينما كان يسير إلى جانب حصانه البني في أرض رملية قرب مضمار السباق في النادي العام للفروسية في الديماس قرب دمشق “شروط المنافسة مع العائلة الحاكمة كانت مستحيلة، لأن إمكانيات خيولنا المحلية متواضعة للغاية مقارنة مع خيولهم الأوروبية”.

عند مدخل النادي، يرتفع تمثال لباسل الأسد شقيق بشار، والذي قضى في حادث سير عام 1994، وقد غطّي وجهه بالعلم السوري الجديد الذي اعتمد بعد سقوط الحكم في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

عرفت رياضة الفروسية في سوريا قفزة نوعية في التسعينات بعدما اتخذها باسل الأسد هواية مفضلة وبرز اسمه في مجالها. وشارك النجل البكر لحافظ الأسد في المسابقات المحلية والدولية، وعرف بـ”الفارس الأول” في سوريا.

أسهمت شعبية باسل ومكانته السياسية في تسليط الضوء على هذه الرياضة وتوسيع انتشارها. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت الفروسية بشكل وثيق باسمه، وباتت جزءا من الهوية الرياضية الرسمية للدولة.

وامتدّ حضور الفروسية إلى الجيل التالي في العائلة، ولا سيما من خلال شام، ابنة ماهر شقيق باسل وبشار، التي شاركت في بطولات دولية وحققت مراكز متقدمة.

وعكست مشاركاتها التي كانت تحظى باهتمام إعلامي، ارتباط هذه الرياضة بالعائلة الحاكمة حينها كأداة ترويجية للنظام، مثيرة للجدل.



“المنافسة مستحيلة”
أطلق النظام السابق اسم “الباسل” على عدد كبير من المؤسسات العامة والمرافق الحيوية، من مستشفيات وساحات إلى منشآت رياضية وتعليمية، تكريسا لرمزيته.

كما نُصِب تمثال لباسل الأسد ممتطيا جواده في أكثر من مدينة، معززا الربط بين الفروسية والعائلة الحاكمة، حتى غدت هذه الرياضة امتدادا لحضور آل الأسد في الفضاء العام.

ودفع ارتباط الفروسية بعائلة الأسد، واحتكارها لها، والد الفارسة مُنانا شاكر (26 عاما) لمنعها من تحقيق حلمها في مزاولة الفروسية إلى أن سقط النظام.

وتقول شاكر بينما لاعبت فرسها مريانا البيضاء اللون “منعني والدي من ممارسة الرياضة بسبب الخوف (من العائلة الحاكمة)، وكان دائما يخبرني بأن المنافسة مستحيلة معهم”.

تقبّل منانا فرسها التي تصهل بصوت حنون، وتنصاع بين يديها في حلبة التدريب، قبل أن تتابع “لم يكن والدي يرغب بأن نختلط مع أبناء عائلة الأسد نهائيا، وأخبرني بقصة الفارس الذي سجن بعد أن تفوق على باسل الأسد، لم يشأ أن يعرضني للخطر”.

وذاع مطلع التسعينات صيت الفارس عدنان قصار حين تفوّق على باسل الأسد في إحدى البطولات، في واقعة تحوّلت لاحقا إلى إحدى أكثر القصص إثارة للجدل في الأوساط السورية.

واعتُقل قصار عام 1993 دون محاكمة بتهمة محاولة اغتيال باسل، بينما اعتبر كثيرون أن السبب كان تفوقه على نجل الرئيس في ميدان الفروسية. وقضى قصار أكثر من عقدين في السجن، قبل أن يُفرج عنه عام 2014 بمرسوم رئاسي.

وتضيف مُنانا “ابتعدتُ عن هذه الرياضة طويلا لكن حان الوقت للعودة بقوة، أنا الآن من عائلة شاكر ولستُ من عائلة الأسد”.



“حلم يتحقق”
خلال التحضير لبطولة محلية، يجهز المدرب شادي أبو الذهب (48 سنة) خيولا هولندية وألمانية لطالما كانت حكرا على عائلة الأسد.

ويشرف على نحو 240 رأس خيل في منشأة مخصصة لتربيتها وتدريبها بمنطقة الديماس قرب دمشق، لافتا الى “نحو أربعين فرسا وخيلا كانت مخصصة لعائلة الأسد ولا يسمح لأحد الاقتراب منها”.

ويلحظ المدرب وجوها جديدة أقبلت للتسجيل والمشاركة في هذه الرياضة منذ إطاحة الأسد.

ويُضيف “لدينا مهارات جديدة نكتشفها بشكل يومي، وأطفال متحمسون… صار لدينا عدد كبير من الفرسان الطامحين الى المنافسة والألقاب”.

تخرج إلى الحلبة الفرس توبسي التي اعتادت شام الأسد ركوبها، لكن اليوم يمتطيها شاب عشريني، يقفز بها من حاجز إلى آخر بكل رشاقة.

ويشجع المدرب صلاح الأحمد (52 سنة) ابنه جواد الذي حقق حلمه أخيرا بركوب توبسي، وتدمع عيناه بعدما أنهى جولة محلية كاملة بدون أخطاء.

ويقول الوالد بفخر “هذا ابني على توبسي التي كانت تمتطيها شام الأسد، كان يحلم بأن يلمسها أو يمسح على رأسها، لكن في العهد الجديد، صارت الفرس معه، وربح بها مباريتين… إنه حلم يتحقق”.



news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image