أخبار اليوم - في زوايا الجامعة الأردنية، وبين ممرات قاعاتها، كان هناك شاب اسمه برهم الرحامنة، يعمل موظفًا في الأمن الجامعي. لم يكن مجرّد حارس للبوابات، بل كان حارسًا لحلمٍ يكبر في داخله يومًا بعد يوم.
كل صباح، كان يرى الطلبة يدخلون المحاضرات، بينما هو يراقب النظام بصمت. لكن عينه كانت أبعد من الوظيفة، وقلبه كان متعلقًا بمستقبلٍ يعرف جيدًا أنه ليس بعيدًا... فقط يحتاج إلى صبر، وعزيمة، وبعض التعب.
بدأ برهم رحلته من مقاعد العمل إلى مقاعد الدراسة، شيئًا فشيئًا، أنجز البكالوريوس، ثم انتقل بثقة إلى الماجستير، ولم يتوقف حتى نال درجة الدكتوراة في أصول التربية والقيادة التربوية من الجامعة الأردنية، وبـ تقدير امتياز.
اليوم، يُنادى بـ الدكتور برهم الرحامنة، لا لأنه نال شهادة فقط، بل لأنه أثبت أن الحلم لا يتناقض مع الوظيفة، وأن من يعمل بصمت ويؤمن بنفسه، قادر على أن يغيّر موقعه دون أن يغيّر جوهره.
قصة برهم ليست استثناءً، بل مثال يُحتذى.
هي قصة ابن الوطن الذي بدأ من الأرض، فصعد إلى قاعة المحاضرات، لا كطالب، بل كمعلّم يحمل في قلبه رسالة، وفي اسمه حكاية.
تحية لكل من يشبه الدكتور برهم الرحامنة،
لمن جعل من العرق سلّمًا، ومن الصبر وسامًا، ومن العلم طريقًا للكرامة.