أخبار اليوم - أكدت الأخصائية النفسية والتربوية حنين البطوش أن الأطفال هم الفئة الأكثر هشاشة وتأثرًا في تجربة طلاق الأبوين، مشددة على أن التحديات النفسية التي قد يواجهها الطفل بعد الانفصال تعتمد بشكل كبير على عمره ودرجة نضجه، إلى جانب طبيعة العلاقة بين الوالدين قبل وبعد الطلاق، والدعم النفسي والاجتماعي المقدم له.
وأوضحت البطوش أن الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية يعبرون عن الأذى النفسي بطرق متفاوتة؛ فالصغار قد يُظهرون سلوكيات تراجعية كالتبول اللاإرادي ومص الإصبع، فيما قد يعاني الأكبر سنًا من مشاعر حزن، قلق، عدوانية، أو حتى اضطرابات سلوكية وأكاديمية. وأضافت أن المراهقين، على وجه الخصوص، قد يُظهرون سلوكيات متمردة أو انخراطًا في تجارب خطرة نتيجة شعورهم بالغضب أو الانفصال العاطفي عن أحد الوالدين.
وشددت البطوش على أهمية الدور الذي يلعبه الأهل بعد الطلاق في احتواء أطفالهم وتقديم بيئة آمنة ومستقرة، من خلال الحفاظ على الروتين، وتقديم الشرح الصادق لما يحدث بطريقة تتناسب مع عمر الطفل، مع ضرورة طمأنته بأن حب والديه له لن يتغير.
وفي حديثها عن الأعراض التحذيرية التي تستدعي التدخل، بينت البطوش أن تغيرات السلوك المفاجئة، التراجع الدراسي، اضطرابات النوم أو الأكل، والعزلة الاجتماعية، كلها إشارات تستدعي المتابعة، مؤكدة أن بعض الحالات قد تتطور إلى اضطرابات نفسية شديدة مثل الاكتئاب السريري، اضطرابات القلق، أو حتى اضطراب ما بعد الصدمة.
ونوهت إلى أن الدعم النفسي للأطفال بعد الطلاق ليس ترفًا، بل ضرورة، لافتة إلى أهمية استشارة مختصين حتى في حال غياب الأعراض الظاهرة كإجراء وقائي، مضيفة أن التدخل المبكر يحدّ من تطور مشكلات نفسية طويلة الأمد، ويمنح الطفل أدوات فعالة للتكيف مع الواقع الجديد.
وختمت البطوش حديثها بالتأكيد على أن “الطلاق قد يُنهي العلاقة الزوجية، لكنه لا يُنهي مسؤولية الأبوين تجاه أطفالهما”، داعية إلى تبني مفهوم “الطلاق الصحي”، الذي يقوم على الاحترام والتعاون والتواصل المستمر في تربية الأبناء، لضمان نشأتهم في بيئة متوازنة رغم الانفصال.