​مونديال الأندية: سان جيرمان بطل أوروبا لغزو العالم الجديد

mainThumb
​مونديال الأندية: سان جيرمان بطل أوروبا لغزو العالم الجديد

12-06-2025 03:34 PM

printIcon

أخبار اليوم - يسعى باريس سان جيرمان الفرنسي بطل أوروبا إلى غزو العالم الجديد حين يستهل مغامرته في كأس العالم للأندية بلوس أنجليس أمام أتلتيكو مدريد الإسباني الأحد، بهدف تعزيز هيمنته الرياضية، وتوسيع رقعة أعماله بالولايات المتحدة.

بالكاد حصل نادي العاصمة الفرنسية على الوقت الكافي للاستمتاع بباكورة ألقابه بدوري أبطال أوروبا الذي ظفر به بسحقه في نهائي من اتجاه واحد إنتر الإيطالي 5 - 0 بميونيخ 31 مايو (أيار)، حيث يجد نفسه حالياً مضطراً لمنافسة كوكبة من أعرق الأندية العالمية.

يرى القيّمون على سان جيرمان في المسابقة الجديدة التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بنظام 32 فريقاً من 14 يونيو (حزيران) حتى 13 يوليو (تموز)، فرصة تجارية وتسويقية كبيرة.

ومنذ استحواذ شركة «قطر للاستثمارات الرياضية» على سان جيرمان في عام 2011 بدأ النادي الباريسي يتطلع إلى ما هو أبعد من السوق المحلية، فنظم جولات صيفية ومعسكرات شتوية في اليابان وقطر... كما زار مرات عدة الولايات المتحدة بين عامي 2015 و2017.

ويتمتع ناصر الخليفي رئيس شركة «قطر للاستثمار الرياضي»، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس رابطة الأندية الأوروبية، بعلاقة وثيقة مع رئيس (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو، وهو أحد المروجين الرئيسين للمسابقة الجديدة، وكذلك مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

يؤكد سان جيرمان أنه لا ينطلق من الصفر، حيث يتابعه 5 ملايين مشترك أميركي عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يملك 18 نادياً للمشجعين في الولايات المتحدة، ومتاجر في نيويورك وميامي ولاس فيغاس. أقام أيضاً شراكة منذ سنوات طويلة مع علامة «مايكل جوردان التجارية»، وهي شركة تابعة لصانعة المعدات والألبسة الرياضية «نايكي».

وبينما تكافح كرة القدم لفرض نفسها جماهيرياً في بلاد «العم سام»، تشكّل «الولايات المتحدة سوقاً متنامية»، كما يقول لوك أرونديل الباحث في الاقتصاد الرياضي بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى تنامي «الإيرادات وحقوق البث التلفزيوني وتقييمات امتيازات الدوري الأميركي لكرة القدم».

ويضيف الخبير الاقتصادي: «لقد كان هناك دائماً حماس بين الأميركيين لكأس العالم التي ستقام العام المقبل في الولايات المتحدة» وكندا والمكسيك، وبالتالي فإن «باريس سان جيرمان لديه كل المصلحة في الاستثمار هناك».

إضافة إلى كل ذلك، ينشط عدد كبير من المستثمرين الأميركيين في كرة القدم الأوروبية مثل: مانشستر يونايتد، وتشيلسي، وليون، ومرسيليا، وإلى كثير من الأندية الإيطالية. قبل عام ونصف العام، باعت شركة «قطر للاستثمارات الرياضية» نسبة 12.5 في المائة من أسهمها في سان جيرمان لصندوق الاستثمار الأميركي أركتوس، ما يشكّل حافزاً إضافياً لتحقيق نتائج جيدة في النسخة الحالية من مونديال الأندية.

خطّط سان جيرمان لإطلاق حملة لجذب الجمهور الأميركي، فجاء في البيان: «يعتزم باريس سان جيرمان ترك بصمة مميزة، داخل الملعب وخارجه».

وسيُفتتح «بيت باريس سان جيرمان» المجاني من 14 إلى 23 يونيو في شارع ميلروز بلوس أنجليس، ويضم ملعباً، ومنصات للواقع المعزز، ومتاجر ورعاة وشركاء تجاريين. سيشارك اللاعبون والمؤثرون والمبدعون في العروض والفعاليات.


في الوقت نفسه، سيعمل النادي على تعزيز أكاديمياته الأميركية السبع التي ستُقيم معسكرات تدريبية، خصوصاً خلال كأس العالم. ويُبدي المستثمرون الأميركيون اهتماماً بهذا النموذج الذي يُتيح بيع اللاعبين الذين تخرجوا من مراكز تدريبية بأسعار مرتفعة.

لكن البصمة التي سيتركها النادي الباريسي عند الأميركيين ستعتمد أيضاً على أدائه في البطولة. فهو من بين المرشحين للفوز باللقب، لا سيما في غياب ليفربول الإنجليزي وبرشلونة الإسباني، وهما من أبرز الأندية الأوروبية هذا الموسم، بعدما لم يتمكنا من التأهل.

كما سيعرض سان جيرمان قميصه الجديد المزيّن بنجمة دوري أبطال أوروبا لهذه البطولة، وذلك ربما قبل سحبه من التداول في الموسم المقبل، ما يعِد بمبيعات رابحة. لكن يبقى الحديث الأهم حول الإرهاق البدني وحماس اللاعبين في نهاية موسم طويل ومزدحم.

وتملك أندية ريال مدريد الإسباني، وبايرن ميونيخ الألماني، ومانشستر سيتي الإنجليزي حامل لقب المسابقة بنسختها القديمة، بعد خيبة خروجها من المسابقة القارية الأم خالية الوفاض، القوة الدافعة اللازمة لإسقاط الملك الجديد لأوروبا.

وهنا أيضاً، يتداخل الجانب الرياضي مع الاقتصادي؛ إذ يمكن لسان جيرمان أن يحصد ما يصل إلى 125 مليون دولار في حال فوزه باللقب.