القريش العجلوني .. كنز الجبال ومذاق التراث

mainThumb
القريش العجلوني .. كنز الجبال ومذاق التراث

24-06-2025 11:52 AM

printIcon

أخبار اليوم - يشكل القريش المستخرج من شجرة اللزاب المعمرة في جبال عجلون، موردا تراثيا واقتصاديا هاما يجنيه السكان بمشقة كبيرة ويستخدم كمكسرات في المعجنات والحلويات.
وأكد مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان، أهمية شجرة اللزاب كونها من الأشجار الحرجية النادرة والمعمرة، مشيرا إلى أن المديرية تعمل على حماية هذه الأشجار من الاعتداءات والتقطيع الجائر وتعزيز الوعي البيئي حول قيمتها البيئية والاقتصادية ودعم الجهود المجتمعية للاستفادة منها بشكل مستدام.


وقال المزارع محمد مفلح القضاة، إن عملية جمع القريش من الأشجار تعتبر من أصعب المهام الزراعية إذ تتطلب الصعود إلى ارتفاع يتراوح بين 15 - 20 مترا نظرا لطبيعة الشجرة التي تنمو في المناطق الجبلية الوعرة.
وأضاف أن ثمرة القريش تجمع في شوالات تزن نحو 30 كيلوغراما وتعرض على أسطح المنازل تحت أشعة الشمس ما يساعد على انفصال الحبوب عن القشرة تلقائيا، مشيرا إلى أن سعر الكيلو الواحد من القريش في الأسواق المحلية يصل إلى 15 دينارا، نظرا لندرته وصعوبة جمعه.
وبين المواطن راتب العنانزة، أن هذه المهنة تعد تراثا تتناقله الأجيال وتحتاج إلى مهارة وخبرة في تسلق الأشجار والتعامل مع الثمار، مشيرا إلى أن القريش يستخدم في تحضير عدد من المعجنات التراثية التي تميز المطبخ العجلوني.
وأشار أحد المزارعين الشاعر رسمي الزغول، إلى أن العمل في جمع القريش رغم صعوبته يوفر مصدر دخل موسمي جيد للعديد من الأسر خصوصا في الصيف، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على هذا الإرث وتشجيع الشباب على ممارسته.
وقالت نائب رئيس جمعية سيدات راجب ابتسام فريحات، إن القريش جزء من ذاكرة المكان والناس في عجلون والكثير من النساء في القرى والبلدات اعتدن على جمعه وتجهيزه خلال مواسم محددة، فهو يمثل طقسا سنويا يرتبط بالبيئة الجبلية وطبيعة الحياة الريفية.
يذكر أن القريش من المنتجات النادرة التي تعكس العلاقة بين الإنسان والطبيعة في جبال عجلون ويشكل نموذجا للمهن الريفية التي تعتمد على التناغم مع البيئة واستدامة الموارد المحلية.