عمان- أخباراليوم - تالا الفقيه
أكدت الدكتورة رولا عواد بزادوغ أن اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالعلاقات (ROCD) يمثل معاناة نفسية حقيقية يعيشها كثيرون في صمت، حيث يتحول الحب لديهم إلى ساحة معركة داخلية تجمع بين الشك والخوف والذنب، رغم عدم وجود مشكلة حقيقية في العلاقة نفسها.
وأوضحت بزادوغ أنّ المصابين بهذا الاضطراب يعيشون حالة متواصلة من التحليل والقلق والبحث عن يقين مطلق في مشاعرهم تجاه الشريك، ويشعرون بتوتر دائم وكأن قلوبهم مشدودة بخيط من الخوف، وهو ما يدفعهم أحيانًا للتفكير في إنهاء العلاقة هربًا من الضغط النفسي، ليعودوا بعدها للإحساس بالذنب لأن الشريك لا يستحق ذلك.
وبيّنت أنّ هذه المعاناة غالبًا ما تبقى خفية عن المحيطين، لأن المصاب يجد صعوبة في شرح مشاعره المركّبة، بينما تزيد عبارات مثل «أنت تبالغ» أو «يا بتحب يا ما بتحب» من الألم بدلًا من أن تقدم له الدعم. وأكدت أن ROCD ليس دليلًا على ضعف الحب أو سطحيته، بل هو اضطراب نفسي يحتاج إلى تفهّم وعلاج، وليس إلى حكم أو تقليل من شأن المعاناة.
وأشارت بزادوغ إلى أن العلاج المعرفي السلوكي (CBT) وأساليب التعرض ومنع الاستجابة (ERP) أثبتت فعاليتها في مساعدة المصابين على كسر دائرة القلق القهري والتعامل مع الأفكار الوسواسية باعتبارها ليست حقائق. كما شددت على أهمية دور الشريك الواعي والدعم النفسي في تخفيف العبء، إلى جانب تثقيف الذات لفهم طبيعة الاضطراب وتقليل الشعور بالغرابة أو الذنب.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن معاناة ROCD مؤلمة لكنها لا تعني أن العلاقة غير صالحة أو أن المشاعر كاذبة، بل تعني فقط أنّ الشخص بحاجة للاحتواء والرعاية والفهم، داعية كل من يشعر بهذه الأعراض إلى عدم الصمت وطلب المساعدة المتخصصة.