كتب : وسام السعايدة
منذ سنوات عديدة تعرضت مهنة الصحافة لاختطاف ممنهج من قبل فئة دخيلة لا تنتمي للمهنة لا شكلا ولا مضمونا، بل تتاجر باسمها، وتعتاش على فوضى منصات التواصل الاجتماعي دون حسيب أو رقيب.
هؤلاء ليسوا صحفيين، بل منتحلو صفة، ومعتدون على قدسية الكلمة، وأساؤوا بشكل فجّ إلى واحدة من أقدس المهن في المجتمعات.
نقيب الصحفيين، الأخ والزميل العزيز طارق المومني، ذكر في تصريحات صحفية أن هناك صفحات على "فيسبوك" تم رصدها وهي تمارس العمل الصحفي والإعلامي دون أي غطاء قانوني حيث تنشر محتوى كاذبًا وغير موثق وتبث سموم التضليل متنكرة بعباءة مهنية لم ترتدها يوماً. إنها إساءة فاضحة للمهنة، وتعدٍ صارخ على القانون، وتشويه متعمد للصحفيين الحقيقيين الذين يمارسون واجبهم تحت ضغط المسؤولية وأخلاقيات العمل الصحفي .
هذه الفئة تستحق الملاحقة والمحاسبة، كفانا صمتًا، لقد تحولت هذه الظاهرة إلى وباء يضرب مصداقية الإعلام، ويجعل من الابتزاز مهنة، ومن التشهير وسيلة، ومن الفوضى إعلامًا.
"الصحافة مهنة من لا مهنة له"، هذه العبارة المؤلمة التي تتردد اليوم بين الناس، لم تأتِ من فراغ إنها نتيجة مباشرة لتراخي الرقابة، وتهاون الجهات المختصة، وسكوت المؤسسات أمام الانفلات الإعلامي غير المسؤول.
حان الوقت لوأد هذه الظاهرة من جذورها، بإعادة تعريف من هو الصحفي وفقًا للقانون، وتفعيل أقسى العقوبات على كل من تسوّل له نفسه العبث بهذه المهنة.
كلي أمل في مجلس النقابة الحالي أن يعمل بكل قوة على تنظيم المهنة وضبطها، بالتعاون مع كافة المؤسسات الرسمية الأمنية والقضائية.لا بد من اجتثاث هذا السرطان من الجسد الإعلامي واستعادة احترام المهنة وحماية العاملين الحقيقيين فيها وإعادة الثقة للجمهور.
آن أوان المواجهة الحاسمة مع هؤلاء، ولتكن يد النقابة والقانون هي العليا.