عمّان – أخبار اليوم - صفوت الحنيني

رأى أستاذ العلوم السياسية الدكتور حارث الحلالمة أن الدول العربية باتت تفتقر اليوم إلى أدوات ضغط حقيقية وفعالة على إسرائيل، في ظل غياب التوافق العربي على اتخاذ إجراءات موحدة، مشدداً على أن الخيار المتبقي يتمثل في مخاطبة صانع القرار الأمريكي وممارسة الضغوط الاقتصادية بشكل مباشر.

وأوضح الحلالمة في حديثه لـ"أخبار اليوم" أن استمرار الانقسام العربي في التعامل مع العدوان الإسرائيلي يُضعف التأثير السياسي والدبلوماسي، لافتاً إلى أن الضغط على الولايات المتحدة، باعتبارها الحليف الأبرز لإسرائيل، يجب أن يكون منهجاً واضحاً وجماعياً، خاصة في ضوء المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وما يجري من تصعيد ممنهج في الضفة الغربية.

وأكد الحلالمة أن بعض الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية والولايات المتحدة، أو حتى مع إسرائيل، يجب إعادة النظر فيها أو تجميدها في حال لم يتم اتخاذ خطوات حقيقية لوقف الحرب، داعياً إلى بلورة نظام إقليمي عربي موحد يقف صفاً واحداً بوجه الاحتلال، ويخاطب العالم بلغة المصالح والتأثير الاقتصادي.

كما دعا إلى التلويح بإيقاف اتفاقيات السلام مع إسرائيل، في ظل سياسة القتل والتجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الحالية، مؤكداً أن بقاء إسرائيل ككيان "منبوذ ومعزول" في المنطقة هو أمر ممكن إن توفرت إرادة عربية جماعية تضع الحقوق الفلسطينية في صلب أي مسار سياسي أو اقتصادي مستقبلي.

وختم الحلالمة بالتأكيد على أن الضغط السياسي يجب ألا يقتصر على وقف الحرب فقط، بل أن يشمل الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، مشيراً إلى أن الرهان على التحركات الفردية لم يعد مجدياً، وأن العمل العربي الجماعي أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل.