عمان – أخبار اليوم - صفوت الحنيني
أكد الخبير الأمني والاستراتيجي د. بشير الدعجة أن بعض مظاهر الاحتفال التي تتكرر خلال فصل الصيف، خاصة في حفلات التخرج والمناسبات الاجتماعية، تعكس خللاً في الثقافة المجتمعية، وتبتعد عن جوهر الفرح الحقيقي.
وقال الدعجة في حديث لـ"أخبار اليوم" إننا "وبالرغم من الجهود المتواصلة التي تبذلها مديرية الأمن العام، ما زلنا نشهد مظاهر سلبية تتكرر عامًا بعد عام، مثل إغلاق الطرق، وتسيير مواكب عشوائية، وإطلاق العيارات النارية، وكأن الفرح لا يكتمل إلا بانتهاك القانون وتعريض الأرواح والممتلكات للخطر".
وأشار إلى أن هذه التصرفات لا تعبر عن الفخر أو الفرح، بل "تكشف عن غياب ثقافة الانتماء والمسؤولية الجماعية"، داعيًا إلى ضرورة إعادة تعريف مفهوم الاحتفال في الوعي المجتمعي.
وأضاف: "لا يُعقل أن تُلوَّث لحظة الفخر الأكاديمي برصاص طائش، أو طريق مغلق، أو سلوك مستفز للناس"، مؤكداً أن "المسألة ليست أمنية فقط، بل هي تربوية وثقافية بالدرجة الأولى".
وشدد الدعجة على أهمية الجمع بين الحزم الأمني والتوعية الثقافية، قائلًا: "نعم، يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة، لكن الأهم هو نشر وعي حقيقي يبدأ من المدارس والجامعات، ويشارك فيه الأهل والمؤسسات التربوية والدينية والإعلامية".
وختم بالقول: "يجب أن ننتقل من ثقافة (نفعل ما نريد عند الفرح) إلى ثقافة (نفرح كما يليق بالمجتمع الواعي المتحضر)، فعندها فقط يمكن أن تنتهي هذه الظواهر، ليس بالقوة وحدها، بل بقوة العقل والانتماء".