عمّان - أخبار اليوم - صفوت الحنيني
قالت الكاتبة والباحثة السياسية د.هديل القدسي إن المشهد في السويداء ما زال يكتنفه الكثير من الغموض، ولا يمكن حتى اللحظة الجزم باتجاهات تطوره، مؤكدة أن وقف إطلاق النار يمثل خطوة ضرورية لحقن دماء المدنيين وتهيئة المناخ لتقييم الأوضاع بشكل أوضح.
وأضافت القدسي في حديثها لـ"أخبار اليوم" أن طبيعة السويداء كمحافظة ذات مكوّن اجتماعي واحد وشبه معزولة جعلتها تميل منذ سنوات إلى شكل من الإدارة الذاتية غير الرسمية، ما يستدعي اليوم – في ظل هشاشة الدولة المركزية – خفض التصعيد وترك إدارة الشؤون اليومية لأهلها تحت إشراف الدولة السورية ومرجعية سلطتها العليا.
واعتبرت أن معالجة الوضع الحالي يجب أن تراعي هواجس الأقليات من حكم الأغلبية، وهي مخاوف معروفة في كل النظم السياسية، حتى في أعرق الديمقراطيات الغربية، وغالباً ما تُدار من خلال ترتيبات تطمئن الجميع وتجنب الصدام.
وفيما يخص احتمال تطور الوضع في السويداء نحو نموذج أشبه بـ"إقليم شبه منفصل"، كما هو الحال في كردستان العراق أو الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، رأت القدسي أن المشهد لا يزال ضبابياً ولا ضمانات حقيقية بعدم انفجار الأوضاع مجدداً.
وختمت بالتأكيد أن إدارة هذا الملف تتطلب قدراً كبيراً من الحكمة والهدوء، بعيداً عن ردود الفعل الانفعالية، وذلك حفاظاً على وحدة الدولة السورية واستقرارها، في ظل تحديات إقليمية ودولية معقدة.