الناشطة المجتمعية تؤكد أن المرأة في معان ليست مجرد شاهدة على الموروث بل إحدى ركائزه الحية
أخبار اليوم – ساره الرفاعي - قالت الناشطة المجتمعية دعاء طبيري إن المرأة المعانية في جنوب الأردن تؤدي دورًا جوهريًا في حفظ الهوية الثقافية وصون التراث العريق الذي تتميز به مدينة معان، مؤكدة أن حضورها في المشهد التراثي ليس شكليًا، بل هو امتداد عميق لتاريخٍ تُجيد نقله بفخر من جيل إلى جيل.
وأوضحت طبيري أن المرأة في معان ليست مجرّد حافظة للتقاليد، بل هي إحدى ركائزها الأساسية، مشيرة إلى أن أبرز ما يميزها هو الثوب المعاني المطرز بخيوط الأصالة، والمصنوع من قماش "الصايع"، والذي لا يُعد مجرد لباس، بل رمز لهويةٍ وانتماء عريقين.
وأضافت أن الألوان الزاهية للثوب، كالبرتقالي والأحمر والأخضر، تعبّر عن روح الفرح والحياة التي تحملها المرأة في شخصيتها اليومية، مشيرة إلى أن تنوّع الأثواب بين "القمبز" و"الهرمزان" يعكس مهارة المرأة المعانية في إتقان الذوق والرمز والدلالة، بحسٍّ جمالي رفيع.
وبيّنت طبيري أن براعة المرأة في معان لا تقف عند اللباس، بل تمتد إلى الفنون الحرفية من غزل ونسيج وحياكة، حيث تمارسها بإتقان وصبر متوارث، يجعل من كل قطعة عملًا فنيًا يحمل قيمة ثقافية وتاريخية.
وفي التراث الشفهي، أكدت أن المرأة المعانية تترك بصمتها من خلال الأغاني الشعبية والرقصات التقليدية التي تُحيي بها المناسبات والاحتفالات، والتي تعبر عن الفرح والكرم والهوية الأصيلة.
وفي المطبخ، أوضحت طبيري أن المرأة في معان تُجيد إعداد أطباق تقليدية تعبّر عن روح المكان ونكهته، مثل: المنسف، والمقلوبة، والرز الحامض، والمجالي باللبن أو البندورة، مشيرة إلى أن هذه الأطعمة لا تروي فقط الجوع، بل تسرد قصص العائلة والتاريخ والمناسبات.
وأضافت أن دور المرأة في معان لا يقتصر على البيت، بل تمتد يدها إلى المجتمع بعطاء لا ينضب، حيث تستقبل حجاج بيت الله الحرام بالترحاب، وتقدّم المساعدة والطعام للجيران والأقارب في المناسبات الدينية والاجتماعية، في مشهد يجسد أبهى صور التكافل والتآزر التي تتميز بها نساء معان.
وختمت طبيري حديثها بالتأكيد على أن المرأة المعانية ليست فقط حافظة للتراث، بل هي قائدة اجتماعية وركيزة من ركائز المجتمع، تتحلى بالقوة والحنان في آنٍ واحد، وتحمل في ملامحها وغنائها ولهجتها جمال التنوع الأردني وأصالته.