أخبار اليوم - يستعد لواء بني كنانة في محافظة إربد لافتتاح وتشغيل "النزل البيئي" في محمية اليرموك بمنطقة أم قيس كأضخم مشروع سياحي – بيئي منتظر بكلفة وصلت إلى 2.5 مليون دينار بتمويل من الديوان الملكي ووزارتي السياحة والبيئة إضافة إلى مجلس محافظة إربد حيث يتوقع تشغيله منتصف شهر تشرين الأول المقبل اذ ستكون المحمية فرصة نادرة وذهبية لعشاق الطبيعة.
ويضم المشروع 20 شاليها مستقلا وفندقا مكونا من طابقين بسعة 100 شخص للمبيت للشاليهات والفندق معا إلى جانب صالة كبيرة للطعام بطاقة استيعابية تصل إلى 200 شخص ومطابخ إنتاجية تقدم مختلف الأطباق وصالة خارجية مطلة على بحيرة طبريا وجبل الشيخ ونهر الأردن والجولان بسعة 100 شخص فضلاً عن قاعة "دكان الطبيعة" المخصصة لعرض المنتجات الطبيعية مثل العسل والمخللات والحرف اليدوية.
وقال مدير محمية غابات اليرموك التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمد الملكاوي أن المشروع يحظى باهتمام ورعاية مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يولي عناية خاصة للمشاريع البيئية والسياحية في مختلف محافظات المملكة إدراكا منه لأهميتها في تعزيز التنمية المستدامة وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي إلى جانب إبراز جماليات الطبيعة الأردنية والتنوع الحيوي الفريد الذي تزخر به المحمية.
وأوضح أن المشروع يهدف إلى إطالة مدة مكوث الزائر المحلي والعربي والأجنبي في منطقة أم قيس التي تجمع بين السياحة الأثرية في موقع أم قيس التاريخي والسياحة العلاجية في المخيبة الغنية بالمياه الكبريتية إضافة إلى السياحة الطبيعية في قلب المحمية خاصة خلال فصلي الربيع والشتاء.
وأكد الملكاوي أن المحمية ستدير المشروع بشكل متكامل عبر كوادر مؤهلة ومدربة بشكل مسبق لافتا إلى أن جميع عائداته ستخصص لدعم برامج حماية الطبيعة.
وأضاف أن الجمعية قامت بتأهيل أبناء المجتمع المحلي في مجالات السياحة والإرشاد البيئي والمطابخ الإنتاجية وتربية النحل بهدف إشراكهم في تشغيل النزل مشيرا إلى أن المشروع سيوفر نحو 50 فرصة عمل مباشرة داخل مرافقه إلى جانب 100 فرصة عمل غير مباشرة لموردين وأدلّاء وسائقي نقل وكل ذلك من أبناء المجتمع المحلي فقط من اللواء.
وأشار الملكاوي إلى أن محمية اليرموك تعد كنزا طبيعيا غنيا بالتنوع الحيوي إذ تضم 565 نوعاً من النباتات البرية أبرزها البلوط – الشجرة الوطنية للأردن – إلى جانب البطم الفلسطيني والاطلسي والخروب كما تشكل المحمية محطة رئيسة للطيور المهاجرة على مسار وادي الأردن العالمي حيث سجل وجود 127 نوعا من الطيور منها اللقلق والحجل البري ونقار الخشب السوري الذي يعد مؤشرا على سلامة النظام البيئي
وأضاف أن المحمية تؤوي كذلك 43 نوعا من الثدييات والحيوانات البرية مثل الذئب والثعلب والنيص والدلق الصخري الذي يعتبر وجوده ايضا مؤشر على سلامة النظام البيئي مشيرا إلى أن الزائر سيجد نفسه أمام طبيعة ساحرة وهدوء نادر مع إطلالات بانورامية على آثار أم قيس وبحيرة طبريا ونهر الأردن والجولان وفلسطين المحتلة.
وزاد الملكاوي ان المحمية توفر أربعة مسارات سياحية للمشي تتراوح أطوالها بين 5 و12 كيلومترا إضافة إلى مسار تعليمي مخصص لطلبة المدارس يدمج الشرح الأكاديمي بالتجربة العملية في أحضان الطبيعة منواه الى انه بصدد اعلان المحمية على مستوى العالم " الانسان والمحيط الحيوي" كمحيط حيوي .
وختم الملكاوي حديثه بالقول أن المحمية لا تقتصر على المرافق السياحية والخدمية فحسب بل جهزت أيضا بقاعات متعددة الاستخدامات قادرة على استضافة الندوات والمؤتمرات والفعاليات المختلفة بما يجعلها مقصدا للجهات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص لعقد أنشطتهم وسط أجواء طبيعية فريدة تجمع بين العمل والإطلالة البانورامية على جماليات المنطقة.