الصحفية الشهيدة مريم أبو دقة .. منشور أخير ووصيَّة مؤثرة لابنها غيث

mainThumb
الصحفية الشهيدة مريم أبو دقة... منشور أخير ووصيَّة مؤثرة لابنها غيث

26-08-2025 09:21 AM

printIcon

أخبار اليوم - "كالنار بالهشيم" انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الإثنين، وصية الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة لابنها غيث، حيث استشهدت اليوم في قصف إسرائيلي استهدف مجمع ناصر الطبي وسط مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وفي وقت سابق الإثنين، استشهد 5 صحفيين من بينهم أبو دقة، ضمن 20 فلسطينيًا، في قصف إسرائيلي استهدف مبنى الطوارئ بالمجمع الطبي. ويعد هذا الاستهداف للصحفيين الثاني خلال أقل من شهر، بعدما قتل الجيش الإسرائيلي في 10 أغسطس الجاري 6 صحفيين.

وأوصت أبو دقة طفلها غيث بالدعاء لها وألا يبكي عليها، وأن يظل متفوقًا، وألا ينساها، وأن يسمي ابنته "مريم" تيمنًا باسمها.

وجاء في وصية أبو دقة: "غيث قلب وروح أمك أنت، أنا بدي منك تدعي لي ما تبكي عليا مشان أضل مبسوطة، بدي ترفع راسي وتصير شاطر ومتفوق وتكون قد حالك، وتصير رجل أعمال قد حالك يا حبيبي".

وأضافت: "بدي يا ماما ما تنساني، أنا كنت أعمل كل شي لتنبسط وتظل مبسوط ومرتاح وأعملك كل شي، وبس تكبر وتتزوج وتجيب بنت سميها مريم ع اسمي".

وختمت وصيتها قائلة: "أنت حبيبي وقلبي وسندي وروحي وابني اللي برفع راسي فيه، وانبسط دايما في سمعته، أمانة يا غيث صلاتك ثم صلاتك ثم صلاتك يا ماما".

آخر منشورات الصحفية

وكان آخر ما شاركته أبو دقة، يوم الأحد، منشورًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقًا بنشيد "حين ترى التراب يغطي أغلى ما لديك وقتها ستدرك كم هي تافهة الحياة".



وعُرفت الصحفية مريم، إلى جانب تغطياتها الإخبارية المكثفة، بتميزها في إعداد القصص الإنسانية، حيث نقلت معاناة أهالي الشهداء والجرحى والمرضى. وخلال عملها الميداني، كانت تحافظ على المهنية والحياد، لكنها كانت تستثني الأطفال من ذلك الصمت، فتداعبهم وتوثق لحظاتهم بالصور والمقاطع، في مشهد يعكس الجانب الإنساني للصحفي الذي يلين قلبه رغم قسوة الحرب.

الرحيل المؤلم للزميلة الصحفية مريم أبو دقة يترك فراغًا كبيرًا في الميدان الإعلامي الفلسطيني. كتب الصحفي أحمد البطة: "خسارة ثقيلة لواحدة من أشجع من نقلوا الصورة في الميدان، مريم البارة التي تبرعت بكليتها لأبيها ورفضت أن تصور قصتها، وأخت الرجال التي رافقت الحبيب حسن أصليح منذ بداية الحرب، غير آبهة بتهديدات الاحتلال له، فكانت تأخذه بسيارتها في كل تغطية".

وأضاف البطة: "مريم التي عاشت فقط لابنها غيث وتفانت وتعبت كثيرًا من أجله، خسارة ثقيلة وموجعة، مفجع هذا الرحيل يا أختنا الطيبة الخلوقة!”، في كلمات تجسد شجاعة وإخلاص الصحفية التي كرسّت حياتها لنقل الحقيقة رغم كل المخاطر.

وفي خضم حرب الإبادة، فقدت مريم عددًا من أقاربها وذويها، كما تأثرت بشدة باستشهاد زميلها إبراهيم محمود، الذي أضاف اسمه إلى قائمة طويلة من الشهداء الذين رحلوا عنها وسط هذه الإبادة.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 245 صحفيًا، بعد استشهاد صحفي متأثرًا بجراح أصيب بها في استهداف إسرائيلي لمجموعة صحفيين في مجمع ناصر الطبي.

ونعى المكتب الحكومي، الصحفي الشهيد/ حسام المصري الذي يعمل مصوراً صحفياً مع وكالة رويترز للأنباء، والصحفي الشهيد/ محمد سلامة الذي يعمل مصوراً صحفياً مع قناة الجزيرة، والصحفية الشهيدة/ مريم أبو دقة التي تعمل صحفية مع عدة وسائل إعلام بينها اندبندنت عربية وAP، والصحفي الشهيد/ معاذ أبو طه الذي يعمل صحفياً مع شبكة NBC الأمريكية، والصحفي الشهيد/ أحمد أبو عزيز الذي يعمل صحفياً مع شبكة قدس فيد ووسائل أخرى.

وطالب المكتب الحكومي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة.

كما طالب المجتمع الدولي بممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.