أخبار اليوم - شهدت الساحة السياسية خلال الفترة الأخيرة بروز أصوات شبابية أعلنت استقالتها من بعض الأطر الحزبية، بعد سنوات من العمل في التأسيس واللجان التنظيمية. هذه الاستقالات لم تكن حالات فردية بقدر ما تعكس مزاجًا شبابيًا رافضًا لنهج إدارة يقوم على المحسوبيات وتهميش الطاقات.
وفي بيانات استقالة متتالية، أوضح عدد من الشباب أن تجاربهم داخل تلك الأطر كانت غنية بالعلاقات والصداقات، إلا أن طريقة الإدارة تحولت – بحسب وصفهم – إلى إطار مرتبط بالأشخاص لا بالأفكار، حيث جرى توزيع المناصب بعيدًا عن الاعتبارات الحقيقية لجهود الشباب الذين شكلوا القاعدة الأوسع في مرحلة التأسيس والعمل.
وأشاروا إلى أن هذا النهج أدى إلى اختزال التضحيات لصالح حسابات اجتماعية وعائلية تقليدية، الأمر الذي عزز قناعة الشباب بأن الاستمرار في هذه المنظومة يعني مزيدًا من الإقصاء والتهميش، وبالتالي كان خيار الاستقالة هو الطريق الأنسب للبحث عن مسارات سياسية واجتماعية أكثر عدالة وانفتاحًا.
وأكد المستقيلون أن قراراتهم لا تقوم على خلافات شخصية، بل تعكس رؤية أوسع لضرورة تمكين الشباب من مواقع القرار، باعتبارهم المحرك الأساسي لأي مشروع وطني إصلاحي، وأن أي تجربة سياسية لا تفتح الباب أمام الطاقات الشابة ستبقى قاصرة وعاجزة عن إقناع الرأي العام.
وختموا بالتشديد على أن خطوتهم القادمة ستكون في أطر جديدة تعكس العمل المؤسسي الحقيقي، وتمنح الشباب المساحة الكافية للتأثير وصناعة القرار، مع احتفاظهم بالود والاحترام لكل من رافقهم في التجارب السابقة.
وتتحفظ "أخبار اليوم" عن نشر أسماء المستقيلين، مكتفية بعرض الفكرة وأسباب هذه الخطوات، باعتبارها مؤشرًا على تحديات الحياة الحزبية أمام الجيل الشاب.