أخبار اليوم - في الوقت الذي تتواصل فيه حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة مخلفة آلاف الشهداء والجرحى وتهجيرا قسريا، تتسع رقعة المقاطعة الشعبية لتترك بصمتها الواضحة على كبرى العلامات التجارية العالمية.
فقد أثار إعلان سلسلة متاجر كارفور إغلاق جميع فروعها في الكويت بشكل نهائي موجة واسعة من الترحيب، ورآه ناشطون دليلا جديدا على أن إرادة الشعوب قادرة على فرض معادلات جديدة في مواجهة الطغيان الاقتصادي الداعم للاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة انسحابات مماثلة للشركة في المنطقة؛ إذ أغلقت كارفور فروعها في الأردن في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 نتيجة تراجع الإقبال بسبب المقاطعة، ثم تبعتها سلطنة عمان مطلع 2025، قبل أن تغلق متاجرها في البحرين يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري.
ولم تقتصر المقاطعات على هذه الدول، فقد شهدت تونس خلال العام الجاري موجة من الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد كارفور على خلفية اتهامات بتورطها في دعم الاحتلال الإسرائيلي. ففي مايو/أيار الماضي، نجح ناشطون في إغلاق أكبر فروع متجر كارفور في المرسى بالعاصمة تونس بشكل مؤقت، وذلك بعد تصعيد الاحتجاج داخل المحل وخارجه.
كارفور كانت من بين العلامات التجارية التي شملتها حملات المقاطعة الشعبية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد انتشار مقاطع فيديو لجنود إسرائيليين يتلقون طرودا غذائية تحمل شعار الشركة.
وقد رأى مغردون أن إغلاق متاجر كارفور في الكويت يشكل دليلا جديدا على قوة سلاح المقاطعة الشعبية، مشيرين إلى أن استمرار الشركة في تزويد جيش الاحتلال بالمساعدات جعلها هدفا مباشرا للرفض الشعبي في أكثر من بلد.
وأكدوا أن قرار الإغلاق جاء نتيجة مباشرة لمقاطعة المواطنين مثلما جرى في الأردن وعمان والبحرين، في حين اعتبر آخرون أن الخطوة تمثل أكبر برهان على أن صوت الشعوب أقوى من أي علامة تجارية.
وشدد مدونون على أن ما حدث ليس خسارة متجر، بل بشارة نصر، لأن السوق في النهاية بيد الشعوب، والطغيان الاقتصادي الإسرائيلي لا يصمد أمام يقظة الضمير.
وتساءل مدونون آخرون عن مصير بقية المتاجر والمطاعم العالمية التي تدعم الاحتلال، مطالبين بمواصلة الضغط الشعبي عليها.
في حين أشاد آخرون بوعي الشعوب العربية، مؤكدين أن مقاطعة كارفور تمت بسبب مساهمتها في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر آلاف الطرود الغذائية، مما يجعلها شريكا متواطئا في حرب الإبادة على غزة.
وأشار مدونون إلى أن نجاح هذه التجربة ليس الأول من نوعه، فالمقاطعة الشعبية كانت قد أجبرت كارفور على الانسحاب من الأردن ثم عمان قبل أن تصل إلى الكويت والبحرين.
ودعا نشطاء إلى توسيع نطاق المقاطعة لتشمل شركات أخرى متورطة في دعم إسرائيل أو متهمة بالاستفادة من جرائمها، مثل ماكدونالدز وكوكاكولا، إضافة إلى شركات كبرى مثل "إيه إكس إيه" (AXA) و"إتش بي" (HP) و"شيفرون" (Chevron) و"أنتل" (Intel)، مؤكدين أن تصعيد حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات يشكلان وسيلة ضغط فعالة على الشركات العالمية المتورطة في الجرائم الإسرائيلية.
ومنذ اندلاع العدوان على قطاع غزة، تصاعدت حملات شعبية ورسمية في عدد من الدول العربية والعالمية لمقاطعة شركات تدعم إسرائيل.