(أخبار اليوم – تالا الفقيه)
أكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن على الجامعات الأردنية أن تلعب دورًا فاعلًا في توعية الطلبة المستجدين منذ اليوم الأول لالتحاقهم بالجامعة، مشددًا على أن السلوكيات غير المنضبطة داخل الحرم الجامعي لا يمكن معالجتها فقط من خلال العقوبات، بل من خلال التثقيف والإرشاد المسبق.
وقال الخزاعي إن لكل جامعة أنظمة وتعليمات واضحة تتعلق بتأديب الطلبة في حال ارتكابهم أي تجاوزات سلوكية تخالف القيم والعادات والتقاليد الجامعية والمجتمعية، موضحًا أن تطبيق هذه الأنظمة يجب أن يرافقه برنامج توعوي شامل لتعريف الطلبة بما هو مقبول ومرفوض داخل الحرم الجامعي.
وأضاف أن الجامعات مطالبة بتنظيم محاضرات توجيهية وإرشادية لطلبتها المستجدين في السنة الأولى، بحيث يتم خلالها شرح السلوكيات الواجب التحلي بها داخل أسوار الجامعة، والسلوكيات التي قد تؤدي إلى المساءلة أو العقوبة. وأوضح أن هذه المحاضرات يمكن أن تُنفذ من خلال عمداء الكليات وأقسام شؤون الطلبة لضمان إيصال الرسالة مباشرة إلى جميع الطلبة.
وبيّن الخزاعي أن ضعف تطبيق مثل هذه البرامج التوعوية يؤدي إلى وقوع الطلبة في أخطاء سلوكية متكررة، بسبب غياب الوعي المسبق بالأنظمة والقوانين الجامعية، مؤكدًا أن الهدف من التوعية ليس العقاب، بل بناء شخصية طلابية منضبطة تدرك حقوقها وواجباتها.
وأشار إلى أن مسؤولية السلوك الجامعي لا تقع على إدارة الجامعة وحدها، بل تمتد إلى الأسرة أيضًا، داعيًا أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم أكاديميًا وسلوكيًا، والتواصل المستمر مع الجامعات لمعرفة تحصيلهم الدراسي وأصدقائهم والبيئة المحيطة بهم. وقال: "كثير من الأهالي يعتقدون أن أبناءهم كبروا ولا يحتاجون للتوجيه، فيبتعدون عنهم في مرحلة هي الأخطر من حيث التكوين الفكري والسلوكي".
وشدد الخزاعي على أن على إدارات الجامعات، من خلال عمادات شؤون الطلبة، أن تضع برامج دائمة للمتابعة والتثقيف، بحيث يتم توعية الطلبة بعد قبولهم مباشرة، وتعريفهم بالسلوكيات الإيجابية والأخلاق الجامعية التي تليق بطلاب العلم، مع التأكيد على أهمية احترام الأنظمة والتعليمات والمحافظة على سمعة الجامعة والمجتمع.
وختم حديثه بالقول إن التربية الجامعية ليست تعليمًا أكاديميًا فقط، بل هي منظومة متكاملة من القيم والانضباط والمسؤولية، معتبرًا أن بناء الوعي الأخلاقي لدى الطلبة هو السبيل الأمثل لصون البيئة الجامعية ومنع الانحرافات السلوكية قبل وقوعها.