توابع الغرور .. صفعة اليابان تضع أنشيلوتي في قفص الاتهام

mainThumb
توابع الغرور.. صفعة اليابان تضع أنشيلوتي في قفص الاتهام

15-10-2025 12:18 PM

printIcon

أخبار اليوم - ألحقت اليابان بالبرازيل أول هزيمة في تاريخ مواجهاتهما، في انتصار تاريخي ترك تبعات كبيرة على منتخب السامبا.

وجاءت عناوين الصحف البرازيلية لاذعة بعد الخسارة في طوكيو، مؤكدة أنه لم يعد هناك أي مجال للخطأ في الطريق نحو المونديال.

ووفقا لصحيفة "آس" الإسبانية، أنهى كارلو أنشيلوتي فترة التوقف الدولي لشهر أكتوبر/تشرين الأول وهو يحمل العديد من القناعات، إلى جانب الكثير من الشكوك.

وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يبدو فيه المنتخب الأساسي منسجما ومتطورا، فإن الفريق الاحتياطي يعاني بشكل واضح.

وكان المدافع فابريسيو برونو، لاعب كروزيرو، أكثر من تعرض للانتقادات عقب السقوط في طوكيو، ليس فقط بسبب الأخطاء التي تسببت في هدفي اليابان، بل أيضا لأن الخسارة جاءت لتُنهي سلسلة تاريخية، إذ "لم يسبق للبرازيل أن خسرت أمام اليابان" لا في المباريات الرسمية ولا الودية، حتى انتهت تلك الهيمنة في العاصمة اليابانية.

وأوضحت "آس" أنه في المستطيل الأخضر لا مكان للغرور، إذ يتوقف كل شيء عند الخط الفاصل بين الواقع والأضواء.

وذكرت الصحيفة أن البرازيل تعلمت ذلك بطريقة صعبة، ومؤلمة.

وبالغت بعض وسائل الإعلام المحلية في التقليل من شأن اللقاء "الودي"، لكن "آس" ترى أنه قد يكون لهذه الهزيمة تبعات إن لم ينتبه أنشيلوتي.

وغمرت الانتقادات وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا من أساطير المنتخب السابقين، حيث كتب فيليبي ميلو غاضبا: "كفى تجارب باللاعبين. في الاستدعاء القادم يجب ضم من يتم التفكير في اختيارهم لخوض كأس العالم".

لحظة مؤلمة

في خضم عملية إعادة البناء ومع اقتراب اكتمال تشكيل المنتخب، سيحسم كارلو أنشيلوتي عدة ملفات بعد هذه الجولة. وأولى القضايا المطروحة هي الدفاع، حيث يُعد إيدير ميليتاو وجابرييل ماجالايس لاعبين لا غنى عنهما، بينما لم يجد المدرب الإيطالي بعد البدلاء المناسبين، وقد أصبح واضحا أن فابريسيو برونو لن يكون بينهم.

وقال مدافع كروزيرو بعد الهزيمة أمام اليابان: "أود الاعتذار، وأؤكد أن هذه المباراة لا تُظهر قدراتي حقا. مسيرتي كانت دائما مليئة بالصعوبات. كنت بعيدا عن منطقة راحتي وفقدت قوتي في لحظة حاسمة. كان خطئي، وأنا أتحمل المسؤولية وأعتذر لجماهير البرازيل. أعيش لحظة مؤلمة، لكني أرفع رأسي للمضي قدما".

وأضاف: "ما زال أمامنا وقت طويل قبل كأس العالم، وخطأ واحد لا يحدد مسيرتي. ربما يريد البعض وصفي أو انتقادي، وهذا جزء من اللعبة، لكن لا يمكن الحكم عليّ بناءً على 45 دقيقة أو لقطة واحدة. أطلب ألا يكونوا جبناء إلى درجة صلبي بسبب خطأ واحد".

واسترسل فابريسيو برونو: "لقد تعلمت الدرس: الشعور بالألم مع الحفاظ على الهدوء. سأستفيد من هذا الموقف وأتقدم في ناديّ لأستمر في الحصول على فرص مع المنتخب".

وختم قائلا: "الأمر يتعلق بالتعلم والاستفادة من الجوانب الإيجابية والمضي قدما، مع الحفاظ على الذهنية الصحيحة والسعي المستمر لفرص جديدة، لأن كأس العالم باتت تقترب".

قصة تطور

منذ أواخر الثمانينيات، بدأت تتشكل ملامح علاقة كروية خاصة بين منتخبي البرازيل واليابان. ورغم التباين الكبير في التاريخ والإنجازات، فإن هذه المواجهات تحولت إلى مرآة تعكس تطور الكرة الآسيوية، وتحديدًا اليابانية، أمام أحد أعمدة اللعبة العالمية.

بدأت الحكاية في 12 يوليو/تموز 1989، حين استضافت البرازيل نظيرتها اليابان في مباراة ودية بريو دي جانيرو، انتهت بفوز السيليساو بهدف نظيف. لم تكن تلك المباراة سوى بداية لسلسلة من اللقاءات التي ستتكرر على مدار العقود التالية.

في 1990، التقى المنتخبان مجددًا في سايتاما في اليابان، وكررت البرازيل فوزها بهدف دون رد. ثم جاءت مواجهة 1995 في طوكيو، حيث فاز الضيوف بثلاثية نظيفة، بقيادة روماريو.

لكن التحول الحقيقي في ديناميكية هذه المواجهات بدأ يظهر في الألفية الجديدة. ففي كأس القارات 2005 بألمانيا، قدمت اليابان واحدة من أفضل مبارياتها أمام البرازيل، ونجحت في فرض التعادل 2-2 في لقاء مثير، كاد ينتهي بانتصار تاريخي لأحفاد الساموراي لولا خبرة البرازيليين في اللحظات الحاسمة.

وفي كأس العالم 2006، التقى المنتخبان في المجموعات، حيث فازت البرازيل 4-1، في مباراة شهدت تألق رونالدو بتسجيل هدفين، ليصبح حينها الهداف التاريخي للمونديال.

توالت بعد ذلك اللقاءات الودية، ففازت البرازيل برباعية نظيفة في بولندا عام 2012، ثم كررت النتيجة في سنغافورة عام 2014، في مباراة تألق فيها نيمار بتسجيله "سوبر هاتريك". وفي 2013، خلال افتتاح كأس القارات على أرضها، فازت البرازيل بثلاثية نظيفة على اليابان، في مباراة أكدت الفجوة الفنية رغم تطور الأداء الياباني.

في يونيو/حزيران 2022، التقى المنتخبان مجددًا في طوكيو، وفازت البرازيل بهدف دون رد سجله نيمار من ركلة جزاء، في مباراة أظهرت تحسنًا دفاعيًا لليابان، لكنها لم تكن كافية لتحقيق أول فوز تاريخي.